الرفاه يأتي من النمو الاقتصادي ولكن لا نمو ولا رفاه يأتي بلا استقرار لأن الأمن هو الأساس لتتكون خلايا الدولة وتنمو مواردها, دولة مستقرة بدون موارد طبيعية خير من دولة غنية غير مستقرة فمثلا حققت تونس المستقرة تنمية تفوق جارتيها النفطيتين (ليبيا, الجزائر) أو مثلا الهند المتخمة بالسكان حققت نموا يفوق جارتها باكستان التي كانت تعاني دائما من أزمات داخلية تمس الاستقرار. وطني السعودية كانت وستظل بإذن الله وحفظه مضرب الأمن والاستقرار.. مع العلم أن السعودية لم تكن بمنأى عن المنغصات الأمنية ومحاولة التحرش بها نظرا لقيمتها الجغرافية والدينية والنفطية ومواقفها الدولية ومنذ السبعينيات تعرضنا لعدة هجمات من منظمات التحرر اليسارية وفي عام 80 ميلاديا حادثة (جهيمان) وخلال الثمانينيات حدثت بعض أعمال الشغب بسبب (أفكار تصدير الثورة المدعومة من الخارج) إلى انفجاري عام 96 ميلادي الذين كان في الرياض (شارع الأمير سلطان) والآخر في الخبر الى أعمال القاعدة الإرهابية منذ عام 2003.. كل تلك السنوات كان سمو الأمير نايف على رأس الهرم الأمني وتصدى لها بكل بسالة دون أن يهان مواطن أو أن يستفحل رجل الأمن كوحش لا يتصدى له أحد.. زرت دولا عربية وغير عربية ممن يدعون الديمقراطية والتي يفوز بها المرشح بنسبة 99% ورأيت كيف ينتهك رجل الأمن حرمة المواطن.. أضف أني زرت دولة تمدح دائما في الصحافة الفرنسية بعكس السعودية والسبب فقط أن المرأة فيها تستطيع لبس الملابس شبه العارية على البحر مع العلم أن في تلك الدولة لا تتكلم الصحافة (لا يوجد بها إلا ثلاث صحف رغم كثرة السكان) إلا عن الأخبار الرياضية والمحلية بحذر شديد بسبب الحكم البوليسي هناك بالاضافة الى منع مواقع الكترونية مثل (اليوتيوب). نايف بن عبدالعزيز حافظ على أمن السعودية دون أن يجعل منها دولة بوليسية .. الابن خير تلميذ للأب وأعلى قيمة للأب هو أن يكون أستاذا لابن.. عندما رأيت تواضع الأمير محمد بن نايف أدركت كفاءته.. الرجل الكفء لا يحتاج إلى جدران التكبر ليخفي ضعفه. محاولة الاغتيال أعادت إلى ذهني حدثا قديما يوم نجا مرشد الثورة الإيرانية خامنئي من نسف مبنى قيادة الثورة الإيرانية والذي راح ضحيته أكبر قيادات الثورة ورئيس الجمهورية (رجائي) ورئيس الوزراء وقتها.. كان سبب النجاة أنه لم يذهب لمبنى القيادة لأنه هو نفسه تعرض لمحاولة اغتيال أقعدته عن الذهاب حين وضع الميكرفون الملغم على طرف المنبر وهو يأم صلاة الجمعة.. وضع الميكرفون الخطأ غير اتجاه الطاقة الانفجارية ونجا خامنئي.. بعد ذلك أدرك الخميني أن فتح الأبواب مكن الكثير من الأعداء وبعضهم ممول خارجيا من تصفية الكثير من قيادات الدولة. أنا ضد الهاجس الأمني (الوسواسي) والإدارة البوليسية لكني أيضا ضد الأبواب المفتوحة والتي قد تطمع الحاقدين بالنيل من تواضع أصحابها ومحاولة مس قيادة الدولة.. اعذروني أنا رجل وواقعي ولا أحب العاطفيات والآراء التي لا ترى من ضرورة زيادة ضبط الحذر الأمني على الشخصيات القيادية لا أتفق معها خصوصا مع تطور وسائل التقنية والاتصال التي سوف تحافظ مستوى التواصل المطلوب. قرأت في التاريخ أن الأمير عبدالرحمن الداخل أمر بتشديد الأمن عليه مما أدى إلى تقليص اتصال الرعية به فعاتبه وزيره (بدر) وذكره بما قيل عن عمر بن الخطاب (عدلت فأمنت فنمت) فقال الداخل: وكيف مات عمر وهو في محراب رسول الله عليه السلام بيد المتآمرين والمنافقين إنما نقلده في العدل ما استطعنا. كان الموت مزروعا بجسد ذلك الشاب ولكن حياة الأمير بيد ربه.. الحمد لله على نجاة محمد بن نايف وحفظ الله وطني.