بعد أربع ساعات فقط من إعلان الحكومة اليمنية وقف اطلاق النار في صعدة وعمران لتسهيل عمل لجان الاغاثة ووصول الإمدادات، تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية والحوثيين في اكثر من جبهة من جبهات القتال. وقال مصدر محلي ل"الرياض" ان جبهة حرف سفيان والملاحيظ لم تشهد وقفا لاطلاق النار وان المعارك ازادات شراسة اكثر مما كانت عليه في الملاحيظ مما ادى الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف الطرفين. وقالت مصادر صحافية ان الطيران العسكري واصل امس السبت قصف معاقل الحوثيين في محافظة صعدة في أعقاب فشل تعليق العمليات العسكرية الذي لم يدم لأكثر من 4 ساعات. واتهمت الحكومة جماعة الحوثي باختراق قرارها بتعليق العمليات العسكرية في محافظة صعدة وحرف سفيان. وقال مصدر في اللجنة الأمنية العليا، إن الحوثيين ورغم الإعلان بالتزامهم بقرار وقف العمليات العسكرية الذي وافقت عليه الحكومة ودخل حيز التنفيذ مساء الجمعة انتهكوا هذا القرار ونفذوا أعمالا عسكرية في بعض مناطق حرف سفيان". وحملت اللجنة الأمنية العليا الحوثيين مسؤولية كل ما يترتب على تلك الانتهاكات من نتائج. وكانت اللجنة الأمنية قالت: إنها قررت تعليق العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين للسماح لمنظمات الإغاثة بتوصيل المساعدات إذا وافق المتمردون أيضاً على وقف القتال. وأوضح بيان اللجنة أن عرض تعليق العمليات يأتي استجابة لنداءات منظمات الإغاثة الدولية ومطالبة المواطنين من أبناء مديريات محافظة صعدة من أجل إيصال المواد التموينية للمواطنين في المحافظة. ولم يصدر بيان من جماعة الحوثيين يوضح موقفها من اتهام الحكومة لها بخرق الهدنه. وكان اعلان تعليق العمليات العسكرية اتى بعد بيان لجمعية علماء اليمن اعتبروا مايجري في صعدة من قبل عناصر التخريب خطر كبير يهدد كيان الامة ووحدتها وامنها واستقرارها لما فيه من ترويع للآمنين واثارة للنعرات واحياء للعصبية الجاهلية وعودة بالامة الى التشرذم والتطرف . واعلن مصدر عسكري ان "عشرات الضحايا" سقطوا في معارك عنيفة ليل الجمعة السبت بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في شمال البلاد رغم اعلان الحكومة الجمعة تعليق هجومها على المتمردين. وقال المصدر في اتصال هاتفي من صنعاء "دارت معارك طاحنة بين الجيش والحوثيين طيلة ليلة امس واستمرت حتى فجر امس (السبت) في الملاحيظ وحرف سفيان" في محافظة صعدة معقل المتمردين في شمال البلاد. واضاف المصدر ان "معارك امس اسفرت عن عشرات القتلى والجرجى في الجانبين" بدون اضافة اي تفاصيل اخرى. ولم يكن من الممكن في الوقت الحاضر الحصول على حصيلة من مصدر رسمي. واتهمت السلطات المتمردين بانتهاك الهدنة التي اعلنتها السلطات الجمعة لاسباب انسانية. وقال مصدر عسكري السبت ان "الحوثيين اعدوا لهجوم شامل على موقع الجيش وتصدى لهم الجيش". واعلنت الحكومة التي تتهم المتمردين بالحصول على دعم من ايران، تعليق الهجوم الذي بدأته في 11 اب/اغسطس ضد معاقل المتمردين الحوثيين تجاوبا مع نداء المنظمات الانسانية من اجل اغاثة المدنيين واعلان المتمردين وقف القتال. واكدت المنظمات الانسانية في الاممالمتحدة ان الوضع الانساني في شمال اليمن، ولا سيما في صعدة "مأساوي الى ابعد الحدود وما زال يتفاقم". ونزح حوالي 150 الف شخص نتيجة النزاع. منذ 2004 اسفرت المواجهات بين السلطة المركزية والمتمردين الى مقتل الالاف في صعدة. ولم تصدر اي حصيلة للخسائر البشرية منذ انطلاق الهجوم الاخير.