عندما كُنا صغارا كانوا يُحذروننا من عدّ النجوم ومن يرتكب فعلاً كهذا تنبت في أصابعه الثآليل، والثؤلول لمن لا يعرفه من الجيل الحالي هو عبارة عن زوائد لحمية خشِنة وصلبه تنمو في الغالب على أطراف أصابع القدمين أو الكفّين كما تنمو على سطح الجلد بأشكال وأحجام عدّة، وحينما كبرنا واتسعت مداركنا اكتشفنا خرافة عدّ النجوم التي أصبحت اليوم لا تُرى في سماء المُدن الملبّدة بالأدخنة والملوّثة بالعوادم، ثم عرفنا من خلال الاطلاع بأن الإصابة بالثآليل سببها فيروسات تعيش في خلايا الطبقة السطحيّة من الجلد. ويقول أطباء الأمراض الجلدية بأن الثآليل قد تنتقل من شخص لآخر بالعدوى وأن الثؤلول المُستأصل قد ينمو مرّة أُخرى في نفس المكان. ما دعاني لتسطير هذه المعلومات عن الثآليل هو التشابه الكبير بينها وبين خلايا الارهاب. فالإرهابي أراه زائدة بشرية مُؤذية كالنبتة الشيطانية على جسد الوطن ، الثؤلول يشوه الجسد ومنظره كريه وكذا الإرهابي التكفيري فهو تكوين مشوّه كريه لا يقبل به إلا رفاق خليته ومن يماثله في الفكر أو يتعاطف معه من المُندسين الخونة لأوطانهم. رأس الثؤلول صلب ورأس الإرهابي التكفيري مُتحجّر قد انغلق على تعليمات تلقاها من رؤوس الشر، أُمراء جماعته المهووسون برائحة الدم والبارود، المتزنرون بأحزمة الكراهية والحقد على كل البشر، الذين يخالفونهم في التوجّه والأفكار، ولا ينفع مع رأس الثؤلول (أقصد الإرهابي) النصح أو سماع صوت الحقيقة. وحين كانت الفيروسات السبب في نمو الثؤلول فإن تكوين الإرهابي التكفيري كناشط حركيّ سببه فيروس عقلي تم حقنه من قبل مُحرّض يلعب دوره خلف الكواليس ، كلمته مسموعة لأنها مُطعّمة (بقال الله وقال الرسول) وهو في الحقيقة أبعد ما يكون عن تعاليم الرب وما جاءت به الرسل ولكن (الشغل) يحتاج إلى هكذا تلاعب بالنصوص. في حالة استئصال الثؤلول فإنه قد ينمو مرّة أُخرى وهذا بالضبط ما يحدث مع الإرهابي فحين يُستأصل ينمو آخر مكانه ما لم يتم اقتلاع الجذور بتربتها وحرث الأرض بالكامل حتى تعود نقيّة طاهرة من أولئك الأنجاس، ويتفق أطباء الأمراض الجلدية بأن أمثل طريقة لعلاج الثآليل تتم عن طريق الجراحة والكي الكهربائي. أما علاج الإرهاب فهي مسؤولية الشعوب بالتضامن مع الحكومات واستئصاله فكرياً يسبق الشق الجسدي.. ما أبشعها تلك الثآليل التي شوهت جسد الوطن.