في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي امتدت يد الغدر والخيانة محاولة النيل من واحد من ابرز رجال الوطن. ورغم خسة العملية من حيث إنها حدثت في ليلة الجمعة وفي شهر رمضان المبارك وإنها تمثل نقضا للعهود، إلا أن الخسة التي يظهرها عدو الله وعدونا يجب ألا تثنينا عن سلوك نهج سبق أن قررنا انتهاجه. لا شك بان النهج الإنساني الذي انتهجه سمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف في التعامل مع أفراد الفئة الضالة يمثل كابوسا لقادة الفكر الضال المختبئين في جحورهم. فتعامل الأمير وكذلك وزارة الداخلية الإنساني مع أفراد تلك الفئة جعل للمضللين من أفرادها بابا يمكنهم من خلاله التكفير عما بدر منهم عبر المبادرة بتسليم أنفسهم والاعتراف بما لديهم من معلومات. قبل سنوات وفي بدايات اعترافات الفئة الضالة التي بثها التلفزيون السعودي ذكر بعض المقبوض عليهم بان قادة الفكر الضال يعزلون أفراد التنظيم تماما عن أي مصدر للمعلومات. قادة البغي يصورون للأفراد بان وزارة الداخلية عبارة عن جلاد لا يمكن التفاهم معه وانه لن يتورع عن استعمال أقسى أنواع التعذيب للمطلوبين امنيا عندما يقعون في يده. الآن، جميع أفراد الفئة الباغية يعلمون بأن باب التوبة مفتوح وان تسليم النفس والاعتراف بما اقترفته يد التائب سيؤخذ في الاعتبار كعامل تخفيف للعقوبة في حال وصلت قضيته للقضاء. باب التوبة ذاك كان يؤرق قادة الفكر الضال، إذ أنهم كانوا يرغبون في جعل أفراد التنظيم يعتقدون بان الانضمام للتنظيم طريق ذو اتجاه واحد لا عودة منه. عملية ليلة الجمعة الماضية كانت تستهدف قفل ذلك الباب. وهي عمليا رسالة يأمل مرسلوها بان تشكل علامة تحول فيما يخص التعامل الإنساني الذي يرى أفراد التنظيم ضحايا قبل أن يكونوا مجرمين. وطننا غال علينا بلا شك، ولا تسامح مع شخص، أيا كان، يهدد عقيدتنا ويستهدف وحدتنا الوطنية ومكتسباتنا التي بذل أجدادنا من دمائهم تحقيقا لها. لذا لا غرابة أن شعر السعوديون بالإهانة والغضب البالغين من تلك الجريمة التي كانت تستهدف الوطن كله. من حق السعوديين أن يغضبوا بعد تلك العملية الجبانة، فالمستهدف ليس شخصا عاديا بل هو من ابرز الرموز الوطنية التي تتعامل مع ملف الإرهاب. لكن الغضب لا ينبغي أن يعمي أعيننا عن الهدف الأساسي لتنظيم الغدر من وراء تلك العملية.