سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأبحاث الطبية الحديثة تثبت اختلاف جسد المرأة عن الرجل ابتداء من القلب حتى نهاية بصيلات الشعر الهرمونات الأنثوية تحميها جزئياً من الجلطات وأمراض الشرايين خلال الحمل والولادة
زار عيادة القلب امرأتان تعضد احداهما الاخرى في المشي وعند جلوسهما ابتدأت احداهما بالحديث فقالت: يادكتور هذه امي في الستين من عمرها وقد اصابتها جلطة سابقة في القلب ولديها هشاشة في العظام ووصف لها احد الاطباء الهرمونات الانثوية HRT لعلاج هشاشة العظام فأردنا اخذ رأيكم قبل البدء في ذلك العلاج؟... لقد خص الله سبحانه وتعالى النساء بخصوصيات في اشياء متعددة ومن ضمنها اختلاف نمط امراض القلب لديهن عن الرجال في جميع مراحلهن العمرية.. ولقد كان الاطباء قديما يعتقدون ان امراض النساء هي امراض الرجال فالخلية هي الخلية سواء في جسد المرأة ام الرجل ولايختلف الاثنان الا بأجهزة التكاثر.... ولكن اثبتت الابحاث الطبية الحديثة ان جسد المرأة غير جسد الرجل ابتداء من القلب ونهاية ببصيلات الشعر فإنهن يختلفن كثيرا في نمط الامراض وكذلك طريقة الاستجابة للأدوية كما نشر بالتفصيل في مجلة الجمعية الطبية الامريكية (JAMA266:559-62,1991) وصدق الله تعالى في محكم كتابه (وليس الذكر كالانثى) ولذلك اصبح من التغييرات الجديدة في المؤتمرات العلمية الحديثة لامراض القلب ان يفرد جلسة علمية كاملة لامراض القلب في النساء. ودار حوار مفصل ناقشنا فيه فائدة ومضار العلاج بالهرمونات بعد الانقطاع الدائم للدورة ونود ان نشارك قراء هذه الصفحة في مقتطفات مفيدة من النقاش الذي حصل في تلك الزيارة: اولا: ان الهرمونات الانثوية تحمي المرأة جزئيا من جلطات القلب وامراض الشرايين خلال مرحلة الحمل والولادة ومن محاولات تفسير هذه الظاهرة هو المحافظة على بقاء الجنس البشري وذلك ان الاستروجين يمنع الى حد ما ترسب الكلسترول في جدران الشرايين وله فوائد متعددة على بطانة الشرايين. ولذلك عند انقطاع الدورة نهائيا يرتفع الكلسترول الضار ويقل الكلسترول الحسن وتصبح المرأة اكثر عرضة لارتفاع الضغط والسمنة حول البطن بالاضافة الى الاعراض المعروفة من التعرق والحرارة او اضطراب النوم.. وعلى الرغم من ان كثيرا من النساء يعتقدن انهن اكثر تأثرا بأمراض السرطان من امراض القلب.. ولكن الواقع خلاف ذلك تماما حيث ان امراض القلب هي المسبب الاول للوفيات في العالم سواء في الرجال ام في النساء ومن المسببات الرئيسية للاعاقة (disability) عند الرجال والنساء ايضا. ثانيا: تزول هذه الوقاية للاستروجين على القلب عند النساء بالتدخين أو مرض السكري او ارتفاع الكلسترول لأن تأثير هذه العوامل على الشرايين اقوى من تأثير الاستروجين. ثالثا: استخدام الهرمونات بعد انقطاع الدورة نهائيا ليس منه فائدة في منع جلطات القلب سواء في النساء اللاتي ليس لديهن امراض في القلب (كوقاية اولية) او في النساء اللاتي لديهن امراض في القلب (كوقاية ثانوية) وهذا هو موقف جمعية القلب الامريكية حاليا. بل ان هناك ضررا محتملا من استخدامه بسبب جلطات القلب كما اوضحت دراسةhers,whi, danish study.... ومما يخفف وقع المشكلة على المرضى ان هناك بدائل فعالة أخرى للمشاكل الصحية التي من الممكن ان تحدث بسبب انقطاع الدورة الدائم. وسيتبادر للقارئ سؤال مهم لماذا يكون الاستروجين حاميا للقلب من سن العشرين الى الخمسين ثم بعد الخمسين يصبح الاستروجين مسببا لامراض القلب بالذات في السنة الاولى من العلاج ؟ وشرح ذلك يكمن في ان الاستروجين الطبيعي عند النساء estradiol هو الذي يؤثر على الدهون اما الاستروجين الصناعي conjugated estrogen فلا يملك تلك الخاصية وانما فائدته في حماية العظام والجلد وفوائد اخرى لم يثبت ان حماية القلب والشرايين احداها.. ولذلك يتضح ان العلاج بالهرمون لايمنع منعا باتا في كل الاحوال والظروف ولكن تقدر كل حالة بقدرها حيث توزن فيه منافع الدواء مقابل احتمالية ضرره المستقبلية ويتخذ الطبيب القرار المناسب بعد مناقشة طبيب القلب ومشاورة المريض واخباره بحيثيات تلك التوصية ومراقبة تأثير الدواء على المريض عن قرب. ويجب معرفة ان العلاج بالهرمونات يندرج تحته ادوية متعددة وطرق متعددة لاخذها (عن طريق الجلد او الفم او موضعي...) ولكل منها خصائص تختلف عن الاخرى. رابعا: الاسبرين لايحمي النساء بعد الاربعين مباشرة كما في الرجال وهذا نشر في دراسات علمية متعددة ويستثنى من ذلك النساء اللاتي لديهن امراض السكري والكلسترول والضغط وجلطات القلب وفشل القلب فأخذ الاسبرين ليس محددا بعمر في تلك الحالات. خامسا: ان نقص اللياقة القلبية في النساء اخطر منه في الرجال, ومن التطورات الطبية الحديثة ان عدم اللياقة القلبية من مسببات امراض القلب مثلها في ذلك مثل التدخين والضغط والكلسترول. سادسا: ان اعراض الجلطات فيهم غير واضحة واذا حصلت فهم اكثر تأثرا بها (من ناحية مضاعفات الجلطة) 38% مقابل 25% ومن أخطر حالات الشكاوى على الاطباء في العالم malpractice هي الشكاوى التي تتعلق بالجلطات القلبية وقد شاركت بالنظر في عدة قضايا طبية لم ينتبه فيها الطبيب الى شكوى المرأة من اعراض الجلطة القلبية الحادة... وعندما رأى الطبيب ان تخطيط القلب طبيعي اخرج المريضة من الطوارئ الى المنزل بتشخيص حموضة في المعدة واعلى المرئ.... ثم رجعت المريضة الى الطوارئ مرة اخرى خلال ثلاث ساعات بصدمة قلبية حادة وتوفيت في الطوارئ. ومثل هذا السيناريو قد يحدث في اي مكان من العالم حتى ان نسبة حدوثه في اعرق مستشفيات الجامعات الامريكية هي حوالي 2%.