هناك سيدات يرفضن ويمقتن استقبال زائرات في منازلهن يأتين دون موعد مسبق بأيام، بل ويصنفوها بالزيارات المحرجة والثقيلة رغم قصر مدتها، خاصة وأن المرأة تحبذ أن يراها الجميع بشكل لائق وبترتيب معين طوال الوقت والأيام؛ في حين أن الطرف الآخر منهن ينظر لتلك الزيارة برؤية أقل تعقيداً من سابقتها ويعملن بها من باب عدم التكلف والتعني من السيدة في منزلها متجاهلين ما يمكن حدوثه من مواقف محرجة وقت الزيارات المفاجئة التي سنطرح بعضها هنا. واجب الضيف في البداية تؤكد أم راشد الذبياني (ربة منزل أربعينية) بأن هذا النوع من الزيارات لا يضايقها أبداً وفي الوقت نفسه لا يسعدها، إلا أنها تفضل الزيارة في موعد محدد على الزيارة المفاجئة، والسبب مرجعه تجهيز ما يليق بهن من تقديم أنواع الضيافة التي "تبيض الوجه" وتعطي الضيف حقه من الإكرام. ليس الأمر سهلاً بينما تختلف معها منى محمد (معلمة فيزياء) وتؤكد على ضرورة أخذ الموعد بالتلفون قبل المجيء، وتبين لنا قائلة "بصراحة لم تحدث لي أن أتت لي إحدى السيدات دون موعد مسبق، ولم أزر أبداً إحدى الزميلات دون موعد مسبق إلا ما ندر، ويكون ذلك للحاجة كإعطاء أمر هام من أمام باب الشارع دون دخولي للمنزل، لأني لم أنوي الزيارة فالزيارة لها موعدها وزمانها المحدد"، مضيفة"السيدات لسن سهلات الاستقبال كالرجال، فالنساء يحتجن لوقت لتتزين وتجهز ما يمكن تقديمه من مأكولات ومشروبات". توتر كلي "ليس باليد حيلة" هي العبارة التي أكدتها لنا أم أحمد (ربة منزل خمسينية) فهي لا تحب الزيارات المفاجئة، إلا أنها كثير ما تواجه هذا النوع من الزيارات من قريبات زوجها، ولا تستطيع القول لهن بأن زيارتهن غير مناسبة بهذه الطريقة، مسمية لحظة مجيئهن بحالة "الاستنفار" من جميع النواحي من حيث ترتيب مجلس النساء وتغيير ملابسها، والإسراع في تجهيز ما يمكن تجهيزه فتضطر مقابلتهن وهي مشدودة الأعصاب من كل النواحي". مسيار خفيف بينما تفضل أم عبدالله (ربة منزل وأم لسبعة أبناء) هذا النوع من الزيارات سواء باستقبال أو زيارة السيدات، وتعتبر أن هذا النوع من الزيارة هو الأسهل والأبعد عن التكلف والخسائر، موضحة " نعم أقوم بالزيارة لبعض السيدات دون موعد حتى لا تكون زيارتي ثقيلة عليهن، حتى أني في بعض الأحيان أحضر معي القهوة والشاي، ليكون مسياري على السيدة خفيفاً ولأن الهدف من زيارتي هو رؤيتها والجلوس معها بالدرجة الأولى وليس ما تقوم به تجاهي". قبل نصف ساعة! وأكدت هيا سعد (24 سنة وحديثة الزواج) أن أكثر ما يزعجها هو زيارة الضيوف لها في أوقات مفاجئة سواء كن زائرات من العائلة أو خارجها، مرجعة السبب إلى أنها قد تكون نائمة أو خارج شقتها بعض الأحيان، وما يحدث لها هو اتصال بعض المقربين بها قبل مجيئهم بنصف ساعة ليخبروها أنهم قادمون، فهي بدورها تنزعج من هذا الأمر وترى أهمية أخذ موعد للزيارة قبل يوم على الأقل وليس قبل نصف ساعة، وتبين "أنا أعتبر من تأتي لي دون موعد قبل يوم أو يومين، بأنها لا تحترم صاحبة المنزل". خصام غير متوقع الفتاة وفاء صالح (22 سنة) حدث لها موقف مع إحدى زميلاتها سبب بينهما خصاماً، وقالت"في إحدى المرات كنت نائمة عصراً وجاءت إحدى زميلاتي بشكل مفاجئ دون أن تخبرني مسبقا، وأصرت صديقتي على أن تسمح والدتي لها بالذهاب لغرفة نومي لتوقظني بنفسها وهذا ما حصل، ذهلت عندما استيقظت على صوت زميلتي وشككت بأني لازلت أحلم، شعرت بإحراج كبير لا يوصف وغضبت حينها عليها، أرادت أن تصنع لي مفاجأة، لكنها كانت بالنسبة لي فاجعة، لأن شكلي لم يكن لائقاً لاستقبالها خاصة وأنها اعتادت على رؤيتي بكامل أناقتي". أعذار متكررة وبدافع الإحراج من استقبال الضيوف تهرب أروى خالد (21 سنة) جرياً لغرفتها عند سماع جرس المنزل عندما يتضح أنهن قريباتها، وقالت لنا ضاحكة "لا أحب أبداً استقبال أياً كان من الزائرات بشكل مفاجئ، وكثيرا ما تحدث مشكلة بيني وبين أمي بسبب ذلك الموضوع؛ فوالدتي ترى أن الأمر عادٍ في استقبال الضيفات وإن لم أكن بشكل أرضى الظهور به، وأنا لا أقبل ذلك بل وألزم حينها غرفتي إلى حين مغادرة النساء منزلنا وإن كانوا من الأقارب، فهذا لا يعني أن يروني بأي وضع كان خاصة وأنهم يأتوا بزينتهم، وبصراحة أفضل البقاء بغرفتي في مثل هذه المواقف بدلاً من الاستقبال والمواجهة". مواقف محرجة الدكتورة مها مؤمن تشاركنا وتروي إحدى المواقف التي حدثت معها وقالت:"أرى أن الزيارات العشوائية غير محبذة عند الكثير منا، لأن الوقت الذي تأتي فيه الزائرة يكون غير مناسب بعض الأحيان، فتحديد اليوم والوقت بموعد زيارة الضيوف يكون أفضل، وتوقع الزيارات المفاجئة يضع أهل البيت في مواقف محرجة، ففي إحدى المرات جاءت جارتي عصراً وأدخلتها مجلس الضيوف وخرجت مسرعة للمطبخ لإحضار عصير، حينها دخل ابني الكبير مجلس الضيوف دون علمه بأن هناك سيدة، أحرجت كثيراً من جارتي وأخبرتها بأنه لم يكن لدي الوقت لأخبر أفراد عائلتي بأن هناك ضيوفاً بالمجلس لذا حدث ما حدث". الأقارب فقط وهنا الأمر يختلف لدى أم أحمد، فهي من السيدات التي تلتزم بأخذ موعد قبل ذهابها لغير الأقارب، أما عند ذهابها للأقارب كالعمة والخالة والأخ فتذهب دون أخذ موعد من باب صلة قرابتها، وتؤكد لنا أن جميع أفراد عائلتها يتعاملون بنفس الطريقة فيما بينهم دون أخذ موعد ومتفاهمون بهذه المسألة.