تحول أمس تشييع جثمان عبدالرحيم مشعل (91 عاما) والد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مدينة صويلح غرب عمان إلى تظاهرة سياسية للتعبير عن "موقف الحركة من المقاومة والمفاوضات مع السلطات الإسرائيلية". وأرسل رئيس الحركة خالد مشعل رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أرض جاره الأردن مفادها "أن الحركة ماضية في المقاومة حتى تحرير كامل الأرض الفلسطينية من النهر حتى البحر" وذلك في كلمة وداعية ألقاها على ناصية قبر أبيه في مدينة صويلح أعلى منطقة غرب عمان تطل على القدس. وشدد مشعل "إننا ماضون جهاد واستشهاد حتى تحرير كامل الأرض الفلسطينية، ونحن نعاهدك يا أبي أن نقاتل المحتل حتى تحرر حيفا التي جاهدت من على أرضها الإنجليز". وأكد مشعل ل "الرياض" "سيكون هناك لقاءات مع مسئولين أردنيين لكني لا أريد استباق الأمور"، وأدلى مشعل بتصريحه على الرغم من النفي العلني لمسئولين أردنيين لوجود ترتيب أي لقاءات مع سياسيين". وغاب الأردن الرسمي عن التشييع الذي شارك فيه زهاء ثلاثة آلاف شخص أبرزهم قيادات الحركة الإسلامية من بينهم الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بن ارشيد، والأمين العام الحالي الدكتور همام سعيد، والقيادي محمد أبو فارس، فيما أرسل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون ممثلا عن السلطة. وانطلقت الجنازة من مسجد الجامعة الأردنية بعمان وأمّ خالد مشعل المصلين في صلاة الجنازة وسط أجواء أمنية مشددة شارك فيها عشرة من حراسه الشخصيين وعدد من الحراس التابعين للسلطات الأردنية، تخوفا على حياة مشعل الذي نجا في عام 1997 من محاولة اغتيال فاشلة نفذها الموساد. وسمح لمشعل الدخول إلى الأردن بأمر من الملك عبدالله الثاني ولأسباب "إنسانية" وفقا لتسريبات حكومية، خصوصا وأن مشعل ممنوع من دخول البلاد اثر إبعاد السلطات الأردنية له في عام 1999 إلى جانب خمسة من رفاقه إلى قطر.