الزمان: 1997 المكان: هوليوود الحدث: مرحلة المونتاج النهائي لفيلم تايتانيك بلغت تكاليف فيلم تايتانيك أكثر من 200 مليون دولار ليكون الفيلم الأعلى كلفة في التاريخ آنذاك، ورغم حرص مخرج الفيلم (وكاتبه وشريك في إنتاجه أيضاً) الأمريكي جيمس كاميرون على أن يحقق الفيلم نجاحاً تجارياً كبيراً إلا أنه رفض الاقتراح الذي تقدم به الموسيقار جيمس هورنر بوضع أغنية في نهاية الفيلم عند ظهور أسماء الممثلين وطاقم العمل، حيث أبدى كاميرون خشيته من أن يتم اتهامه بالنزول عن المعايير الفنية لصالح جوانب تسويقية تجارية بحتة بوضعه تلك الأغنية في النهاية، لم تجد محاولات مؤلف موسيقى الفيلم جيمس هورنر لإقناع كاميرون، لكن هورنر لم يستسلم، حيث ذهب خلسة من دون علم كاميرون وطلب من أحد الشعراء كتابة نص للحن الذي يرغب أن تظهر الأغنية به. سيلين ديون بعد أن أصبحت كلمات الأغنية كاملة ولحنها جاهزا تماماً قام هورنر بالتواصل مع المطربة الكندية الشهيرة سيلين ديون طالباً منها أداء الأغنية، لكن ديون بعدما قرأت الكلمات لم تتحمس كثيراً لها فاعتذرت وأعرضت عن الأغنية. لم ييأس هورنر فخاطب مدير أعمال ديون (وهو زوجها رينيه آنجليل) الذي راقت له الأغنية فحاول مراراً وتكراراً إقناع سيلين ديون بغنائها، ورغم رفضها فإنه استطاع إقناعها بأداء الأغنية من باب التجربة فقط (ديمو)، وبالفعل حضرت ديون للأستوديو وقامت بتسجيل صوتها للتجربة فقط ولمرة واحدة ودون محاولة لإعادة أي مقطع منها!. بعدما أنهى تسجيل الأغنية وتسميتها ب (قلبي سيستمر My Heart Will Go On)، توجه هورنر لجيمس كاميرون وانتظر حتى أصبح مزاج الأخير رائقاً ففاتحه بموضوع الأغنية وأخبره بأنه قام بتسجيلها كاملة ثم أسمعه إياها. بعد السماع، وافق كاميرون بتردد على الأغنية وأعطى الضوء الأخضر لاعتمادها. كانت الأغنية ساحرة وآسرة لدرجة أن هورنر وسيلين ديون وشركة سوني للموسيقى (التي تكفلت بإنتاج الأغنية لاحقاً) قرروا جميعاً أن يكتفوا بالتسجيل الحالي والوحيد (الديمو) الذي قامت به ديون، حيث رأوا أن أداءها كان مثالياً بلا أي خلل. جيمس كاميرون عندما طُرحت الأغنية رسمياً في ألبوم سيلين ديون لعام 1997 المسمى (لنتكلم عن الحب) حصدت المرتبة الأولى في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وأستراليا ولاحقاً العالم أجمع. حيث حققت مبيعات تجاوزت العشرة ملايين نسخة مما جعلها تحتل المرتبة الأولى لأكثر أغاني عام 1998 نجاحاً. كما حققت أوسكار أفضل أغنية وجائزة الغولدن غلوب وأربعة جوائز جرامي والعديد من الجوائز حول العالم. ولولا إصرار الموسيقار جيمس هورنر وعدم رضوخه للمعوقات لما عرف العالم تلك الأغنية الرائعة التي تصدرت العديد من قوائم أفضل أغاني الأفلام والأغاني الرومانسية في التاريخ. جيمس هورنر