تستعد السلطات الانتخابية في أفغانستان لنشر أول نتائج جزئية للانتخابات الرئاسية التي أجريت الأسبوع الماضي ولكن تلك العينة الصغيرة من النتائج ربما لا تقدم شيئا لحل النزاع حول النتيجة النهائية. وانتابت البلاد حالة من الغموض السياسي منذ الانتخابات إذ يزعم كل من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وأبرز منافسيه عبدالله عبدالله الفوز ويتحدثان عن وقوع تلاعب. وكان وزير المالية الافغاني حضرة عمر زاخيلوال قال في وقت متأخر من مساء الاثنين إن الأرقام التي حصل عليها كعضو في الحكومة أظهرت تقدم كرزاي بنسبة 68 بالمئة من الأصوات مما سيجنبه خوض جولة إعادة. ولكن متحدثا باسم عبدالله قال إن تلك الأرقام غير صحيحة. وزعم عبدالله أيضا تقدمه على منافسه وأشار إلى وقوع تلاعب كبير لصالح كرزاي. وبدأت عملية فرز الأصوات فور انتهاء التصويت يوم الخميس الماضي وتم اعلان الاحصاءات في كل مركز اقتراع على حدة ولكن لم تعلن بعد الأرقام الاجمالية إذ تقوم السلطات بعمليات مراجعة مضنية. وقال نور محمد نور المتحدث باسم لجنة الانتخابات إنه ستنشر مساء اليوم نتائج نحو عشرة بالمئة من الاصوات وسيتم تحديث الأرقام يوميا. وأضاف أن النتيجة النهائية لن تتضح قبل الثالث من سبتمبر أيلول موعد إعلان النتائج الاولية الكاملة. وحثت الأممالمتحدة المرشحين والناخبين على التحلي بالصبر ريثما تراجع لجنة الانتخابات النتائج. ورجحت استطلاعات للرأي اجريت قبل الانتخابات أن يتقدم كرزاي السباق الانتخابي ولكن ليس بالأغلبية المطلقة اللازمة لتفادي خوضه جولة إعادة أمام عبدالله. وكان أحدث استطلاع أجري قبل الانتخابات بأكثر من شهر وحصل كرزاي منذ ذلك الحين على تأييد بعض زعماء الميليشيات الإقليميين. وتوعدت حركة طالبان بتعطيل الانتخابات باستخدام العنف وشنوا هجمات مكثفة متفرقة في شتى أنحاء البلاد يوم الانتخابات حيث ضربت الصواريخ مدنا عديدة واشتبك مسلحون مع الشرطة في كابول. ورغم أن هجماتهم فشلت في الحيلولة دون مضي الانتخابات قدما إلا انها أدت إلى تراجع الاقبال بشكل كبير في المناطق الجنوبية. ومن شأن ضعف الاقبال في مناطق البشتون الجنوبية وهي مصدر رئيسي للدعم لكرزاي أن يرجح احتمال إقامة جولة إعادة. والمناطق الجنوبية هي أيضا المناطق التي ظهرت فيها الكثير من المزاعم بوقوع تلاعب. وتقول لجنة منفصلة لشكاوى الانتخابات إنها تنظر في 250 شكوى على الأقل عن وقوع مخالفات وتعطي أولوية لخمس وثلاثين منها على الأقل. والانتخابات هي اختبار لاستراتيجية الرئيس الأمريكي باراك اوباما بتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان في مسعى لعكس المكاسب التي حققتها طالبان. ووصل العنف إلى أعلى مستوياته منذ الاطاحة بحركة طالبان من السلطة عام 2001. ووصلت لأفغانستان قوات اضافية أمريكية قوامها 30 ألف جندي هذا العام مما يرفع اجمالي عدد أفراد القوة الغربية في البلاد لأول مرة إلى أكثر من 100 ألف جندي منهم 63 ألف جندي أمريكي.