شهدت الحلقة الأولى من المرحلة الثانية من مسابقة "أمير الشعراء" تنافساً حاداً بين الشعراء المشاركين بالأمسية بعد أن قدموا أفضل ما لديهم، من خلال القصيدة الأساسية التي اختاروا موضوعها إلى جانب قصيدة المجاراة، التي كانت مفاجأة الحلقة والتي كتبها الشعراء في ربع ساعة من وقت البرنامج. وشهدت الحلقة الأولى من المرحلة الثانية تأهل الشاعر وليد الصراف (العراق) للمرحلة الأخيرة من برنامج أمير الشعراء، كما شهدت الحلقة الإعلان عن تأهل الشاعرة نجاة الحجري (عمان) والشاعر صفوان قديسات (الأردن) من شعراء الحلقة السابقة. استضافت الحلقة الشعراء حسن شهاب الدين (مصر)، حسن بعيتي (سوريا)، رجا القحطاني (الكويت)، محمد عريج (المغرب)، الشاعر وليد الصراف (العراق)، على مسرح شاطئ الراحة في مدينة أبوظبي بحضور محبي الشعر من الإمارات، ومختلف الجاليات العربية المقيمة في الإمارات. وفي بداية الحلقة أعلن الدكتور علي بن تميم معايير المرحلة الثانية من برنامج أمير الشعراء التي تميزت بأنها معايير شعرية، خاصة من خلال قراءة كل شاعر لنصين يكون ثانيهما مجاراة لقصيدة يتم الإعلان عنه خلال الحلقة، ويسمح للشعراء بكتابة القصيدة في خلال ربع ساعة، على ألا تتعدى أبياتها ال 7 أبيات، وكانت مجاراة الحلقة الأولى "لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان". وفي تفاصيل الحلقة ألقى الشاعر حسن بعيتي قصيدة قال عنها الدكتور أحمد خريس إنها قصيدة بيتية موفقة إلى أبعد حد فيها، كما يوجد فيها التصاعد الموسيقي من البداية حتى النهاية، إلى جانب استلهام الشاعر لشعراء ظهروا خفية في القصيدة، ورأى الشاعر نايف الرشدان أن معاني القصيدة جميلة، وللشاعر طريقة فريدة في التعبير عنها. وألقى الشاعر حسن شهاب الدين قصيدة قال فيها الدكتور علي بن تميم: إن الشاعر كان يحاول ومن خلال نصه أن يحول فكرة الصحراء إلى أن تكون رمزاً للإبداع والشعر، فالصحراء هي مهد الكتابة. وجاء نص رجا القحطاني حافلاً بالرؤية الإنسانية ومفعماً بالحيوية ولغته الشعرية مكثفة كما قال الشاعر نايف الرشدان، مضيفاً النص لغته الشعرية عالية ويليق بقامة الشاعر الشعرية. ثم قرأ الشاعر محمد عريج قصيدته التي أجمع أعضاء لجنة التحكيم على جمال معانيها وتراكيبها اللغوية، إلاّ أن ما أفقدها جماليتها سوء إلقاء الشاعر للقصيدة، واختتم القسم الأول من الحلقة مع إلقاء الشاعر وليد الصراف لقصيدة قال فيها الدكتور صلاح فضل: إن الشاعر ومن خلال هذا النص أكد أنه شاعر عملاق مهنئاً إياه على القصيدة، ورأى الدكتور علي بن تميم أن الشاعر استخدم في النص تراكيب من المتنبي كما أن القصيدة ما يضعفها بدء الشاعر بفعل. وفي نهاية الحلقة قامت لجنة التحكيم بتقييم النصوص الإجبارية للمشاركين من خلال مناقشات شعرية مكثفة، وقدم المشاركون الخمسة في مشهد مملوء بالإثارة أجمل ما لديهم مجاراة لقصيدة "لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان"، احتار أعضاء لجنة التحكيم في تقييمها لمستواها الرائع، فقال الدكتور أحمد خريس إن الشاعر محمد عريج كان ذكياً في اختيار القوافي كما حول الشاعر رجا القحطاني قصيدته في مدح دولة الإمارات العربية المتحدة. أما عضو لجنة التحكيم نايف الرشدان فقال عن قصيدة الشاعر حسن شهاب الدين إن به طفل يشع منه الأمل، أما قصيدة حسن بعيتي فقال إن الوجد هو الذي يحرك أبيات القصيدة ولغتها، كما أن الشوق هو المهيمن على هذا النص. واستقرت لجنة التحكيم بعد هذا التقويم على اختيار الشاعر المتسابق وليد الصراف (العراق) بنسبة للتأهل إلى الحلقة القادمة، كما قام جمهور المسرح بالتصويت للشاعر حسن شهاب الدين فيما حصل الشاعر وليد الصراف على تصويت جمهور الانترنت أيضاً. وبرنامج أمير الشعراء تدعمه وتنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتنفذه شركة بيراميديا، ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب "أمير الشعراء" وجائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة بردة الإمارة التي تمثل الإرث التاريخي للعرب، وخاتم الإمارة الذي يرمز للقب الإمارة، كما يحصل الفائزون بالمراكز الأربعة التالية على جوائز مادية قيمة، هذا إضافة إلى تكفل إدارة المهرجان بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة لهم، والبرنامج من إعداد الشاعر والإعلامي عارف عمر، والشاعر والإعلامي إياد المريسي.