موسم ثقافي كامل عاشه نادي جدة مع مثقفيه بمناشطه المتعددة والمختلفة التي تربو على (23) فعالية توزعت بين أمسيات ومحاضرات ولقاءات وملتقيات كانت محل إعجاب وتقدير المشاركين ومحققة رغبات شرائح مختلفة من النخب الثقافية. ويأتي في أبرز مناشط هذا العام، اللقاء الثقافي الذي عقده صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة مع جمهرة من المثقفين في المنطقة، والتي تزامنت مع وضع سموه لحجر الأساس لقاعة السيد حسن شربتلي إلى جانب لمسات التجديد التي طرأت على قاعة الشيخ إسماعيل أبو داوود التي تعقد بها كافة المناشط الثقافية. كما حلّ كل من المفكرين الدكتور تركي الحمد والدكتور محمد عمارة والدكتور مبروك عطية والاستاذ إبراهيم البليهي كلاً في محاضرة مستقلة شهدت تفاعلاً كبيراً من الحضور. من جهة أخرى استمتع جمهور النادي لأمسيات شعرية متنوعة المشارب متعددة الميول فكان منهم الشعراء محمد العلي وعلي الحازمي وعبدالله السميح وعبدالله الزيد وعلي بافقيه ومحمد زايد الألمعي وهاشم الجحدلي وأحمد الملا وعيد الخميسي. هذا وقد استقطب النادي لموسم هذا العام بعض من الأصوات العربية المهمة كالناشر والقاص إلياس فركوح والشاعر والروائي إبراهيم نصر الله، بل حرص النادي في إقامة أمسيتين ثقافيتين إحداهما برازيلية والأخرى عراقية وشهدت حضوراً كبيراً. غلاف كتاب النهاوند ولم يغب على برنامج النادي الاحتفال بيوم الشعر العالمي الذي شارك فيه كوكبه من أبزر الشعراء السعوديين والعرب، كما شارك النادي جمهوره بالاحتفال بيوم المرأة العالمي شاركت فيه كل من الكاتبة عزيزة المناع والشاعرة ثريا العريض ومن خلاله تم تكريم (15) شخصية نسائية رائدة أمثال الإعلامية القديرة ماما أسماء والروائية أمل شطا والناشطة الاجتماعية الجوهرة العنقري والإعلامية دلال ضياء والشاعرة ثريا قابل وغيرهن، ولم ينس النادي ضمن موسمه الثقافي فئة الشباب فقد أقام لهم أمسيتين عن الشباب والثقافة والإنترنت بمشاركة كل من الأساتذة صلاح القرشي وطاهر الزهراني وفايزة الحربي وإيمان الوزير. كما شارك النادي في فعاليات معرض "شاهد وشهيد" الذي دون تاريخ الملك فيصل رحمه الله وأعاده إلى ذاكرة الإنسان السعودي وكان من فرسان هذه الأمسية الدكتورة فاطمة إلياس والدكتور تركي الحارثي والدكتور عبدالرحمن الوهابي. غلاف كتاب عطش أما قراءة النص التاسعة والتي أضحت السمة البارزة لأدبي جدة فقد اختارت الرواية في الجزيرة العربية محوراً لها والذي رعاها معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه وشارك فيها طائفة من النقاد والباحثين من داخل المملكة من خارجها ما أدى إلى إثراء جلسات المحاور بالنقاشات وشهادات الروائيين، كما تم خلال هذا الملتقى تكريم الأديب الكبير عزيز ضياء "رحمه الله" لدوره الهام والبارز في إثراء الساحة الثقافية. وعلى الصعيد الخارجي أقام النادي في محافظة خليص ومحافظة القنفذة بعضاً من الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية والمسامرات الأدبية كان لها الأثر البارز عند مثقفي المحافظتين. وفي جانب إصدارات النادي لهذا الموسم فقد صدرت كل دوريات النادي (نوافذ، جذور، علامات، الراوي، عبقر) حاملة بين صفحاتها الجديد في عالم الإبداع والترجمة والنقد والدراسة، إضافة إلى إصدار مجموعتين شعريتين جاءت الأولى للشاعر ياسر حجازي بعنوان "كتاب النهاوند" أما الثانية فكانت بعنوان "عطش" للشاعرة منى الغامدي. وأجزم أن مثل هذا التميز والنجاح الذي حققه النادي الأدبي الثقافي بجدة وحقق من خلاله رضا جمهوره الثقافي ما كان له أن يبرز لولا جهود أعضاء مجلس إدارته برئاسة الدكتور عبدالمحسن القحطاني وقدرته الفذة في الوصول إلى قمة النجاح الثقافي، كما لن ينسى جمهور النادي ورواده الدور الفاعل الذي لعبه بتميز الاستاذ نبيل حاتم زارع مسؤول الإعلام والعلاقة العامة في كافة الفعاليات الثقافية. أملنا الكبير في التطلع إلى موسم ثقافي قادم يحمل سمات التجديد وبشائر التميز إن شاء الله.