أثار إعلان شركة نادك لنتائج أعمالها للربع الثاني لعام 2009م الكثير من التساؤلات وخصوصا أن تلك النتائج أتت مخيبة للآمال بإعلانها عن خسائر بمبلغ (16.8) مليون ريال مقابل ربح (37.8) مليون ريال للربع المماثل لعام 2008م، إلا انه مع تباين نتائج الشركة مع باقي الشركات الأخرى العاملة بنفس النشاط مازالت إدارة الشركة تصر على إدراج عبارة عن إعادة تقييم قيمة الأبقار بالقوائم المالية (للمرة السادسة) وكأن تلك الأبقار تسببت في استمرار الشركة في تحقيق الخسائر لهذا العام، أو أنها حسب مايتردد بأنها الراعي الحصري لإعلانات الشركة. فعند التمعن في قراءة إعلان الشركة يتضح أن إجمالي الربح للربع الثاني كان (102) مليون ريال مقابل (133) مليون ريال لنفس الربع من العام السابق أي أن الشركة رابحة لهذا الربع في النشاط الرئيس، كما بلغت الخسارة التشغيلية للربع الثاني لعام 2009 (5.8)مليون ريال مقابل ربح (43) مليون ريال لنفس الربع للعام السابق، هنا الشركة لهذا العام تحقق خسارة تشغيلية وليس ربح تشغيلي كما حققته العام الماضي، والأهم أن الخسارة التشغيلية لهذا الربع كانت (5.8) مليون ريال بينما صافي الخسارة ارتفع الى (16.8) ريال، هنا تتضح براءة الأبقار من خسائر الشركة ويؤكد هذا الأمر أيضا أن الخسارة التشغيلية للنصف الأول كانت (1.9) ريال. إن المتابع لردود أفعال المستثمرين تجاه إعلانات شركة نادك يلاحظ الاستغراب من الزج في كل إعلان بمعلومة عن التعديلات التي تمت على تقييم الأصول الغير متداولة للشركة (الابقار ) بناء على معايير هيئة المحاسبين السعوديين بتسجيلها بالتكلفة التاريخية بدلا من القيمة السوقية والتي تمت منذ أكثر من (6) اشهر وبنتائج عام 2008م ليتحول تكرار تلك المعلومة من الشفافية الزائدة الى إدراج معلومة قد يتوقع البعض أنها سبب تلك الخسائر! فالمستثمرون بالشركة يتذكرون إعلان نتائج 2007م بان الأرباح انخفضت من (86) مليون ريال الى (77) مليون ريال ليتم الضغط على السهم بسبب ذلك! وبعد أسابيع يفاجأ الجميع – طبعا خارج الإدارة – بان الأرباح عدلت بعد التدقيق لتصبح (113.5) مليون ريال بدلا من (77) مليون ريال بسبب تعديل تقييم أبقار الشركة! فهنا الأبقار وليس الإدارة كان لها دور كبير في رفع أرباح الشركة. إن الحاجة تتطلب أن نتعرف على نوعية تلك الأبقار التي تسببت في استمرار شركة نادك في تحقيق الخسائر في الوقت الذي لاتشير فيه الشركات الأخرى مثل المراعي التي تنتج الألبان لأي معلومة عن أبقارها، فكلا إنتاج الشركتين من الألبان ومشتقاته وحققت شركة المراعي ارتفاعاً كبيراً في أرباحها، إلا أن شركة نادك لديها نفقات تستهلك إيراداتها من النشاط الرئيس، ومع إدراج معلومة تعديل تقييم الأبقار بالإعلانات كان الجميع يعيد سبب الخسائر لذلك التعديل، ولكن من الواضح من قراءة الإعلانات الأخيرة أن سبب الخسائر ليس في الأبقار أو أي تكاليف تتعلق بالنشاط الرئيس للشركة، وهنا يجب على الشركة إعادة النظر في باقي النفقات خاصة وأنها أشارت بأن مبيعاتها لم تتأثر سلبا وقطاع الألبان ينمو، فالأمر يتطلب التعرف على حقيقة أسباب الخسائر التي تمنى بها شركاتنا فليست الأبقار أو ارتفاع تكلفة الإنتاج سبب رئيس في تلك الخسائر، فقبل حوالي العامين تم رفع أسعار الألبان لإنقاذ الشركات من خسائر ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، لتنكشف سريعا الحقائق فور زيادة الأسعار بارتفاع أرباح الشركات (إجمالي الربح) والآن شركاتنا تطالب بزيادة مدة صلاحية الألبان ومشتقاته استنادا على رفع جودة التعبئة، وهنا أيضا سننقذ شركاتنا على حساب صحتنا بزيادة كمية المواد الحافظة، فلنتذكر قبل التفكير بمساعدة شركاتنا على التغلب على مشاكلها الإدارية بأن أجواءنا الحارة حاليا تتسبب في تلف عبوات جديدة لعدم كفاية التبريد بالسيارات وثلاجات الأسواق وأن بحث هذا الأمر سيكون على حساب جودة المنتج.