المشروعات الهندسية الكبرى وخصوصا ً المشروعات المدنية منها مثل الجسور والأنفاق والطرق والمباني وغيرها كثير تصمم وتنفذ وفق دراسات هندسية معمّقة بُذل فيها الشيء الكثير من المال والجهد والوقت في كل ٍ من مرحلة الدراسات والتصميم ، ومرحلة الإشراف والتنفيذ ، حيث يتم حشد خبرات كبيرة وتخصصات عديدة وإمكانات وفيرة ليكون التصميم وفق أفضل المواصفات ، ويقوم التنفيذ على أرقى معايير الجودة ضمن ظروف الموقع ومقتضى المال . هذا التصميم ومن بعده التنفيذ حددا الظروف التي يعمل فيها المشروع بعد إنجازه وإدخاله الخدمة ، وكذلك طاقته وقدراته واستيعابه ، فعند تغيير تلك الظروف والمحددات أو تبدّلها بزيادة الاستيعاب أو تغيير الوظيفة أو بخلق ظروف مغايرة أثناء مرحلة التشغيل لا بد من بل يجب العودة إلى وثائق التصميم ومخططات التنفيذ وسجلات الإشراف للتحقق والتأكد من أن المشروع يتحمل هذا التعديل أو ذاك التغيير والتبعات المترتبة على ذلك سواء ً كانت فورية أو تحصل بعد حين ، أو تحديد بدقة ما يلزم فعله هندسيا ً تجاه التغيير أو صرف النظر عن التعديل حين ثبوت عدم الإمكانية . إن من الملاحظ عند نشوء الحاجة إلى التغيير أو التبديل لسبب أو لآخر تولّي هذا الأمر في كثير من الأحيان من يعنيهم أمر التغيير أو يهمهم من دون الرجوع إلى أهل الاختصاص والخبرة فتحدث كوارث كما نسمع عن انهيار مبان أو جسور وغيرها ، أو خلق مشكلة أكبر وربما ترحيلها كما في حال بعض الطرق ، وربما تهيئة الظروف لكارثة لا سمح الله مسألة وقوعها مسألة وقت ولنضرب على ذلك مثالاً وهو وضع مطب صناعي فوق أحد الأنفاق بمدينة الرياض لتخفيض سرعة السيارات المارة ، هذا التخفيض الفجائي لسرعة السيارات يُحدث قوى كبيرة وهي بدورها تُحدث عزوماً (MOMENTS) ينتج عنها اجهادات كبيرة (FATIGUE) لا أظن التصميم والتنفيذ راعى ذلك لكونها مستجدات حصلت بعد التنفيذ يُخشى أن تؤثر على سلامة النفق مع مرور الوقت .