تراجعت أعداد قوات الشرطة شبه العسكرية في شوارع مدينة أورومتشي أقصى غرب الصين مع إعلان الحكومة امس عن ارتفاع حصيلة القتلى الذين سقطوا خلال أعمال العنف العرقية التي استمرت عدة أيام في مدينة أورومتشي إلى 184 قتيلا على الأقل. وقال صحفي أجنبي في تصريحات عبر الهاتف من أورومتشي إن دوريات شرطة مكافحة الشغب وأعداد عناصرها التي تجوب المدينة كانت أقل عما كانت عليه في اول الأسبوع الجاري. وقال الصحفي "ليسوا ظاهرين بكثافة مقارنة بأمس الأول" مشيرا إلى أن" معظمهم جالس.. والمجموعات التي تجوب (الطرقات) أقل". واوضح الصحفي أن معظم قوافل الشرطة تتكون الآن من أربع شاحنات بينما كانت 80 شاحنة خلال الايام الماضية. واتسمت الاوضاع في المنطقة التي تسكنها أغلبية مسلمة بأنها "هادئة للغاية"مع توقف النشاطات التجارية كعادتها أيام السبت. وواصلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" بث رسالة الحكومة أن المدينة "تعود تدريجيا لحياتها الطبيعية". وقالت الوكالة إن السلطات استأنفت آخر رحلات الحافلات من وإلى المدينة وعددها 43 رحلة أمس الأول الجمعة مع تواجد حارس أمن في كل مركبة بعد أن لحقت أضرار جسيمة ب 190 حافلة خلال أعمال الشغب التي اندلعت الأحد الماضي. ونقلت الوكالة عن مصادر مسئولة قولها إنه تم نشر عناصر من القوات الخاصة للتجول على خطوط طرق الحافلات الرئيسية ومحطات التزود بالغاز وأماكن انتظار السيارات. وتضمنت حصيلة القتلى الجديدة والتي لم يعلن عنها على الفور في وسائل الإعلام الناطقة باللغة الصينية، 137 شخصا من أغلبية الهان الصينية بينهم 111 رجلا. ونقلت الوكالة عن حكومة إقليم شينجيانج، وعاصمته أورومتشي أن 46 شخصا من أقلية الايغور المسلمة في المدينة وشخصا واحدا من مسلمي جماعة هوي العرقية المسلمة قد قتلوا أيضا خلال أعمال العنف. امرأة من قومية الإيغور تحمل رضيعها في أحد أحياء أوروميتشي بإقليم شينغيانغ الصيني (إ ب أ) من ناحية اخرى نقلت وسائل الإعلام التركية امس عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قوله "إن أعمال العنف التي تجري ضد الايغور المسلمين في الصين لا يمكن وصفها إلا بأنها نوع من الابادة الجماعية". وأضاف "أن هذه الأحداث التي تجري في الصين تعد شكلا من أشكال الابادة الجماعية ولا يوجد سبيل آخر لوصفها". وقال في تعليقات أدلى بها عقب عودته لبلاده بعد مشاركته في قمة مجموعة الثماني في ايطاليا "إنه أمر لا يمكن تصديقه. فمن ناحية نتحدث عن حقوق إنسان دولية ومن ناحية ثانية نشاهد شيئا من هذا القبيل".