الخبر مسرحيون مصريون ينتقدون فتوى «إرضاع الكبير».. في المسرحية الكوميدية (قهوة سادة)! التعليق: لعل مقولة (شر البلية ما يضحك) هي العنوان الأبرز للموضوعات التي تطرقت لها المسرحية المصرية الساخرة (قهوة سادة)، التي يقودها مجموعة من الشباب الهواة أبهروا الجمهور الذي تهافت لحضور عروضها بدار الأوبرا المصرية، فالمسرحية، وإن كانت تعالج عدة قضايا تلامس واقع الشباب المصري في المقام الأول، كالبطالة وصعوبة الزواج وأزمة السكن، إلا أن القضية الحساسة التي تم تسليط الضوء عليها بجرأة كانت فوضى الفتاوى الغريبة التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي غزت حياتنا في السنوات القليلة الماضية. والفتوى التي تناولتها المسرحية وانتقدتها بشدة، هي فتوى (إرضاع الكبير) التي أطلقها الدكتور عزت عطية ويسمح بمقتضاها إرضاع المرأة الموظفة لزملائها في العمل لكي يصبحوا محارم لها!. وعرضت المسرحية مشهداً فيه طابور طويل من الرجال يقفون أمام امرأة بانتظار نصيبهم من الرضاع، وهو مشهد ذكي، ذو دلالات عميقة، يضرب عصفورين بحجر واحد، فهو ينتقد ويسخر من الفتوى التي تتناقض مع جوهر الإسلام ومع مقتضيات العقل والمنطق, ويقوم بذلك مستغلاً «الطابور» مع ما يمثله من معاناة يومية بالنسبة للمواطن المصري الذي يقف دوماً في طوابير.. أمام الخباز والفوال والحلاق والجهات الخدمية!. إن ما صنعه خالد جلال مخرج المسرحية ورفاقه الشباب تأكيد لدور الفن الحقيقي الذي يحمل معه أمانة هدم الأساطير، ونزع الأغلال المسيطرة على عقولنا. ولو جئنا إلى واقعنا المحلي، لوجدنا أننا بحاجة إلى أكثر من «قهوة سادة» لنقد الفتاوى التي تنتمي لهذا النوع الغريب من الفتاوى مثل تلك الفتوى التي تحل التصفيق في ظروف معينة وتحرمه في ظروف أخرى، أو تلك التي تحرم السفر خارج المملكة لقضاء شهر العسل، أو تلك التي لا تجيز مناداة الشيطان ب»شوشو»!. إنها حالة غريبة تستحق تسليط الضوء عليها.. فلم لا يتم انتقادها وتوضيح ضررها عبر أعمال فنية مثل تجربة (قهوة سادة) الملهمة حقاً؟ أين دور الفن السعودي ممثلاً بالدراما والمسرح؟.