لقد دأبنا في هذه الزاوية على استعراض المواقع الإلكترونية، حيث إن أولوياتنا تبدأ بما يهم المواطن أكثر، فالأقل أهمية، وهكذا. وقد حصل أن تجاوزنا هذه القاعدة مع بعض المواقع وذلك نظراً للقصور أو السلبيات التي تكون بصورة لا يمكن السكوت عنها، ومن تلك المواقع موقعنا لهذا العدد،؛ حيث إن أغلب تعاملات هذا الموقع التابع للإدارة المعنية مع جهات أجنبية. وبعد هذه المقدمة البسيطة أود أن أكشف لكم عن الموقع الذي يتبع للصندوق السعودي للتنمية، والذي صمم بطريقة غريبة، وخارجة عن المألوف في تطوير وإنشاء المواقع الحكومية على أقل تقدير، وقبل أن نبدأ باستعراض الموقع، إليكم هذه النبذة عن الصندوق، والتي تم اقتباسها مع قليل من التصرف، من الموقع ذاته. تأسس الصندوق السعودي للتنمية بموجب المرسوم الملكي رقم م/48 الصادر في 14/8/1394ه الموافق 1/9/1974م ، وبدأ أعماله بتاريخ 18/2/1395ه الموافق 1/3/1975م . وهدف الصندوق هو المساهمة في تمويل المشاريع الإنمائية في الدول النامية عن طريق منح القروض لتلك الدول، ودعم الصادرات الوطنية غير النفط الخام من خلال تمويل الصادرات وضمانها. يتمتع الصندوق بشخصية معنوية وذمة مالية مستقلة، وله مجلس إدارة مكون من ستة أعضاء يرأسه وزير المالية، ويتولى نائب الرئيس والعضو المنتدب السلطة التنفيذية فيه، وهو المسؤول عن تنفيذ قرارات مجلس الإدارة. بدأ الصندوق نشاطه برأس مال قدره عشرة بلايين ريال مقدم من حكومة المملكة، ثم تمت زيادته على ثلاث مراحل ليصبح واحداً وثلاثين بليون ريال سعودي. تتم مساهمة الصندوق عن طريق تقديم قروض ميسرة، ونشاطه غير محدد من الناحية الجغرافية، وهو يتعامل مباشرة مع حكومات الدول النامية للمساهمة في تمويل المشروعات الإنمائية ذات الأولوية. ويعطي الصندوق الأولوية في التمويل للدول الأقل نمواً وذات الدخل المنخفض. كما أقر مجلس الوزراء الموقر بتاريخ 26/12/1419ه الموافق 12/4/1999م، قيام الصندوق بمهمة تمويل وضمان الصادرات الوطنية غير النفطية، وقد جرى تعديل بعض مواد النظام الأساسي للصندوق لتتوافق مع هذه المهمة الجديدة. والآن إلى تفاصيل التقرير، علما بأن عنوان الموقع هو: "http://www.sfd.gov.sa". النظرة العامة: لعل من يرى الصفحة الرئيسية في غير هذا المكان لظن أن الذي أمامه، هو أحد عروض برنامج Power point، أو ما شابهه، فلا يمكن بأي حال من الأحوال التوقع أن هذا يدل على موقع إلكتروني، فقد تم كسر حاجز تصميم وتطوير المواقع الإلكترونية. صحيح أن هناك تجديد وتطوير واختراع أفكار جديدة للتصميم، ولكن هناك قواعد مسلم بها، وهناك أصول يجب الالتزام بقوانينها، خاصة أن هذا الموقع هو موقع حكومي رسمي، فيجب أن يكون الخروج عن المألوف في تصميمه في حدود بسيطة. أما الخدمات الإلكترونية؛ فلم يوفر الموقع أي نوع من تلك الخدمات، بل حتى النماذج الورقية لم يتم توفيرها وخصوصا أنه يتعامل مع جهات خارج المملكة، فستكون الخدمات الإلكترونية، أو النماذج الورقية كمرحلة أولى تسهيلا لهم، وتوفيرا في الوقت والجهد لجميع الأطراف. إدراج العناوين على شكل صورة تحديث المحتوى: لا يوجد هناك تاريخ للتحديث، أو تاريخ حفظ الحقوق الذي يدوّن عادة في أسفل الصفحة، وكذلك لا أخبار أو فعاليات في الموقع، وجميع التقارير والإحصائيات منذ عامين. بالنسبة للروابط الداخلية فجميعها تعمل بشكل سليم، وأما بالنسبة للروابط الموصى بها في الموقع، فلم توضع كثير روابط، ومع ذلك فهي تعمل بالشكل الصحيح. جودة المحتوى: لقد تم إيراد نبذة عن الصندوق بشيء من التفصيل، حيث ذكر التأسيس، والهيكل الإداري، وجميع تفاصيل الإدارات، كما تم وضع جميع الوسائل الممكنة للتواصل مع الصندوق، ومع ذلك فهناك ملاحظات هامة، وهي أنه تم وضع وسائل الاتصال على شكل صورة، وهذا أيضا غير مألوف، حيث ظهر الخط وهو بشكل رديء جدا. كما أنه يعاب على الموقع؛ عدم الاهتمام بالنماذج الإلكترونية، أو تمكين الاستفسار عن المعاملات، وخلافه، كما أنه لم يوفر النماذج الورقية، على أقل تقدير كمرحلة أولية، ومن ثم برمجتها لاحقاً ليتم تعبئتها آليا، ومن ثم إرسالها إلى الجهات المختصة، أو طباعتها إذا كان يستلزم الأمر ذلك. وخاصة أن العملاء هم من خارج حدود الوطن، فسوف يوفر الوقت والجهد والمال للجميع. تم إيراد تقارير وإحصائيات ولكن يبدو أنها قديمة؛ فأحدث تقرير موجود في الموقع هو الصادر في عام 2007م، أي قبل عامين، وأظن أن طبيعة عمل الصندوق هي أسرع من ذلك. ويمكن تلخيص أهم الملاحظات التي تعبر عن الموقع فيما يلي: - الموقع مخالف لعرف تصميم وتطوير الموقع الإلكترونية، والحكومية على وجه الخصوص. - الموقع غير محدث، وجميع تقاريره وإحصائياته منذ أكثر من عامين. - لا يحتوي على أي نوع من أنواع الخدمات إلكترونية، ولم يوفر النماذج الورقية على أقل تقدير. - تم ذكر عناوين ووسائل الاتصال، ولكنها وضعت على شكل صورة، ذات جودة متدنية. - لا توجد أخبار أو فعاليات بالموقع، ولم يذكر آخر تحديث له.