على اتساع أطرافها، وحركتها النابضة، وعمران جنباتها؛ لا تنام بلادنا الغالية إلا آمنة مستقرة؛ فالناس آمنون في دورهم مطمئنون على أعمالهم ومصالحهم؛ فقد حفظها الله بفضل أولئك الساهرون على حمايتها ورعاية أمنها من رجال حرس الحدود وخفر السواحل، وجميع منسوبي الأمن وقطاع الحرس الوطني وأجهزة وزارة الدفاع. ولكن بين الحين والحين تصم آذاننا فجائع مزعجة؛ كأن نسمع أن مراهقاً أطلق مسدساً في مدرسة، أو أن جانياً استخدم بندقية في قتل آخر، أو أن مريضاً نفسياً سابقاً سرق رشاش أخيه وأردى به نفساً آمنة مطمئنة في مستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة!! فما الذي يحدث؟! وما الذي أوصل هذه الأسلحة الفتاكة إلى أيدي المواطنين؛ ومعظمهم من الشباب والمراهقين؟! إن شباب المملكة وهم أغلب سكانها؛ مستهدفون، والنيل منهم نيل من الوطن ومستقبله، فمن الاستهداف بالمخدرات إلى الانحرافات الأخلاقية والفكرية يعاني قطاع الشباب الذين تعد حمايتهم مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع بكافة طوائفه وقطاعاته؛ من الأسرة والمدارس وخطباء المساجد والإعلام وذوي الرأي في كل مدينة وقرية ولدى كل قبيلة! ولكن العبء الأكبر يقع على كاهل الدولة؛ وحيث ورد في الأثر يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، فإننا أمام هذه الأحداث المروعة نتساءل من مبرر لوجود تلك الأسلحة عند المواطنين، في بلد تحكمه مؤسسات ويحميه جهاز أمن يقوم بدوره على مستوى عال وشركات أمن مشروعة تساعد في فرض الحماية على الممتلكات والمؤسسات الخاصة؟! إن وجود هذه الأسلحة التي يستخدمها المجرمون والمختلون نفسياً ضد من يقدم لهم يد العون في سبيل العلاج، وهي التي يستخدمها المتطرفون والمختلون فكرياً ضد إخوانهم في الوطن، وهي التي يستخدمها المجرمون في حماية تجارة المخدرات وهي التي يستخدمها المتهورون في لحظات الغضب وفقدان السيطرة على العقل، هذه الأسلحة تهدد الوطن كله ومن ثمَّ استقراره وأمنه ومستقبله. إنني أرى أن تقوم الدولة بحملة حازمة قوية تجرد المواطنين من السلاح؟! وتجرم حمله؟!، وتضع العقوبات الرادعة لمن يوجد لديه سلاح منها، وتضع مهلة لتسليم الأسلحة الموجودة بأيدي الناس؟! وأتمنى على رجال الإعلام وأرباب القلم أن يهتموا لهذا الأمر؛ فيلقى من جانبهم اهتماماً يتناسب مع مقدار خطورته!