وصفت الصين احداث الشغب التي هزت عاصمة منطقة شينغيانغ المضطربة غرب البلاد الاحد بأنها مؤامرة دبرها اشخاص يعيشون في المنفى من طائفة الاويغور. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) صباح امس إن "الوضع تحت السيطرة." واضافت شينخوا ان مسؤولين امروا بوقف حركة المرور في اجزاء من المدينة التي يقطنها 2.3 مليون نسمة وتقع على بعد 3270 كيلومترا غربي بكين لضمان عدم تجدد الاضطرابات . والقت الحكومة الصينية باللائمة في احداث الشغب على جماعات الاويغور المنفية التي تطالب بالاستقلال عن بكين التي يقولون عنها انها تكبت ثقافتهم وتستغل موارد وطنهم. وقالت شينخوا "الحقائق تثبت ان هذا بتوجيه وتحريض من الخارج." كما اضافت "الاضطراب من تدبير مؤتمر الاويغور العالمي." وتابعت "ان هذه جريمة عنف مدبرة مسبقا ومنظمة." ورفض ممثلو جماعات الاويغور المنفية ادعاء الحكومة الصينية المؤامرة وقالوا ان احداث الشغب انفجار لغضب مكبوت إزاء سياسات الحكومة وسيطرة الصينيين الهان على الفرص الاقتصادية. وقال ديل شات راشيت المتحدث باسم مؤتمر الاويغور العالمي من منفاه بالسويد إن "هذا الغضب يتزايد من فترة طويلة." واضاف "لقد بدأ كتجمع سلمي. كان هناك آلاف الاشخاص الذين ينادون بوقف التمييز العرقي ويطالبون بالتوضيح ... لقد تعبوا من المعاناة في صمت." وبحلول صباح امس كانت التقارير الاخبارية الرسمية مازالت مبهمة بشأن عدد الاشخاص الذين قتلوا في احداث الشغب والاشتباكات مع قوات الأمن. وقد بث التلفزيون الصيني الاثنين مشاهد لاعمال العنف التي شهدتها الاحد شوارع يورومكي كبرى مدن منطقة شينغيانغ ذات الغالبية المسلمة في شمال غرب الصين ظهر خلالها الكثير من المدنيين المصابين والسيارات المحترقة. واظهرت الصور شابات سالت دماؤهن وهن يواسين بعضهن البعض وكهلا طريح الارض قرب قطعة آجر وهو ينزف من رأسه ويحاول ان يتغلب على وهنه ليتمكن من الوقوف وايضا شاب مشوش الفكر يجلس على الرصيف وقد غطته الدماء. وتتابعت هذه المشاهد الدامية وسط مشاهد سيارات وحافلات تحترق بعضها احترق بالكامل. غير ان بعض الصور الاخرى اظهرت متظاهرين بصدد قلب سيارة للشرطة. وكان بينهم طفل. كما صور التلفزيون مواجهة بين قوات الامن الذين اصطفوا لاحتواء المتظاهرين وعشرات من الرجال يلقون الحجارة عليهم. ومن خلال الصور يبدو ان الحجارة كانت ابرز اسلحة المتظاهرين خلال اعمال الشغب التي اندلعت الاحد. وقال معلق التلفزيون الرسمي الصيني "ان العديد من المدنيين وشرطي قتلوا اثناء هذه الحوادث الاجرامية العنيفة المدبرة والمنظمة". واضاف التلفزيون "لقد تم توجيه هذه الحوادث عن بعد وتمت في الداخل بتحريض من الخارج" متهمة بالخصوص قائدة المؤتمر العالمي الايغوري ربيعة قدير التي تعيش في المنفى بالولايات المتحدة التي وصفها بانها "انفصالية". وهذه الحوادث هي الاشد دموية منذ نحو عام في هذه المنطقة المحاذية لآسيا الوسطى والتي تعد 8,3 ملايين ايغوري يندد بعضهم بالقمع السياسي والديني الممارس في الصين تحت غطاء محاربة الارهاب.