وضعت الغرفة التجارية الصناعية في الرياض كافة إمكانياتها للاحتفال بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيسها والذي يصادف العاشر من شهر ربيع الثاني من العام المقبل، والتي أسهمت خلالها بدور وطني مميز في خدمة ودعم الاقتصاد الوطني، كما عززت منذ تأسيسها في 10/4/1381ه قاعدة صلبة لتمكين قطاع الأعمال في منطقة الرياض من أداء مهامه في تنفيذ خطط وبرامج التنمية الاقتصادية الشاملة، وتعاونت بشكل بناء مع الجهات والهيئات الحكومية لتهيئة البيئة الخصبة أمام القطاع الخاص للإسهام الفاعل في مسيرة العمل الاقتصادي. وقال رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي إنه تم تشكيل لجنة داخلية بالغرفة للإعداد للاحتفال برئاسة الدكتور محمد الكثيري الأمين العام لمنتدى الرياض الاقتصادي المنبثق عن الغرفة، حيث عقدت عدة اجتماعات من أجل التحضير للمناسبة وتوثيق أبرز الجهود والإنجازات التي حققتها الغرفة خلال مسيرة عملها والدور الوطني الذي لعبته خلال تلك الفترة وتعريف المجتمع به. وقال الجريسي إنه عندما تستذكر غرفة الرياض مسيرة عطائها عبر خمسين عاماً فإنها تشعر من باب الوفاء أن تسجل بكل التقدير والاعتزاز لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض دعمه اللامحدود وتشجيعه الدائم منذ تأسيسها وحتى اليوم، بل إن تأسيسها نفسه كان بتشجيع وتحفيز من سموه، وهو ما أعطى دفعة قوية لجهودها وأنشطتها، ومكنها من تقديم خدماتها للقطاع الخاص وتمثيله على النحو الفاعل . وأضاف أن الغرفة تعمل منذ تأسيسها بكل همة من أجل الارتقاء بمستويات خدماتها لمشتركيها كافة من رجال وسيدات الأعمال، تحمل همومهم وتتبنى قضاياهم وتعمل على بلورتها وإيضاحها للجهات الحكومية المختصة بهدف حفز صانع القرار على تذليل المشكلات التي تواجههم وإصدار الأنظمة والقوانين التي تسهم في تحسين وتطوير البيئة الاقتصادية والاستثمارية لتعزيز دور القطاع الخاص في جهود التنمية الاقتصادية ورفد الاقتصاد الوطني . الجريسي ولفت الجريسي إلى البداية المتواضعة لغرفة الرياض وكيف نشأت في شقة صغيرة بشارع الخزان وبفريق محدود من الأفراد، ثم كيف تطورت وتوسعت بعد أن شيدت مبناها الرئيسي قبل نحو 25 عاماً، والذي كان يمثل أحد الرموز العمرانية والإنشائية بمدينة الرياض آنذاك، وتوسعها وتمددها في فروعها بمدينة الرياض ومحافظات المنطقة، وبعد أن كادت تعرف بخدمات تصديق وتوثيق المعاملات لمنشآت القطاع الخاص وللعاملين فيه، صارت مقصد رؤساء الدول والحكومات وكبار الشخصيات والوفود الرسمية التجارية والاستثمارية من أنحاء العالم، وهو ما يبرز حجم الإنجاز الذي حققته الغرفة والمكانة التي تبوأتها كمظلة للقطاع الخاص ومؤسسة داعمة وفاعلة للقرار الاقتصادي الوطني . وأضاف رئيس مجلس الإدارة أن العطاء الذي قدمته غرفة الرياض عبر هذه المسيرة الطويلة كان عملاً جماعياً شارك فيه الكثير من الرجال المخلصين من أبناء الوطن، عبر مجالس إدارات متعاقبة وأمناء عامين عديدين وكوادر وموظفين وطنيين وبمعاونة خبرات عربية شقيقة، كانت أشبه بسلسلة متصلة الحلقات، ساهم كل منها بدوره حتى تراكم العطاء وصار بهذا الحجم الذي يعرفه الجميع . وأشار الجريسي إلى أن الغرفة سعت عبر مجالس إدارتها المتعاقبة إلى تأسيس أعداد من اللجان القطاعية الرئيسية والفرعية التي تعالج مختلف قضايا القطاع الخاص وتلبي مصالحه ومتطلباته وتخدم وتعزز الاقتصاد الوطني، ظلت تتوسع حتى تجاوز عددها أكثر من (65 ) لجنة رئيسية وفرعية، فيما شكلت الأمانة العامة باعتبارها الجهاز التنفيذي لمجلس الإدارة إدارات تغطي مختلف الأنشطة التجارية والصناعية والزراعية والاستثمارية والخدمية، واتجهت الغرفة للاهتمام بتوفير المعلومات وإجراء البحوث والدراسات الضرورية لإثراء الحياة الاقتصادية.