يطرأ علي السؤال كلما وجدت أننا نناقش أهمية رعاية الطفولة أو التطرق لجوانب حيوية لتكوينها ، كأمهات أولا وتربويات أو حتى متابعات للشأن الاجتماعي ومعظم التناول الإعلامي جاء متفاعلا مع هم التعامل القاسي والإساءة مع الصغار من منطلق إنساني واستثمار للقدرات المستقبلية . والواقع أن أغلبنا يذّكر بسلبيات ذلك الواقع أو يؤشر عليه كلما سنحت له الفرصة ولكن إن فكرنا في الحلول غالبا ما نبحث عن الإجابات العلمية أولا أو في ثمرات التجربة الإنسانية من قبل أن تلتهي مجتمعات اليوم في نمط عصرها وحصار ملامحه وتغيب عن أدوارها المهمة فماذا يفعل التعاطف مع الصغار إن لم نترجم وصايا الأخصائيين التربوية والنفسية في كيفية رعايتهم ومحبتهم ؟ . منذ أسابيع حينما أرسلت موضوع قسوة التعامل مع الأطفال " عن أشواق وغيرها " وأثناء تصفحي للانترنت وجدت موضوعا جميلا عن زرع الثقة في الأبناء بدا وكأنه يجيبنا بالحلول بالفعل ففكرت أن أترجمه للزاوية لما للثقة بالنفس من أهمية في بناء قوة الشخصية التي عادة ما تهدمها الإساءة والمعاملة القاسية غير أن بناء تلك الثقة ليس بالأمر السهل ولا يمكن صنعه ما بين يوم وليلة لان استعادة الثقة لشخصية ضعيفة أو خجولة وانطوائية تحتاج إلى جهود مكثفة ، لذا فإن على الوالدين البدء في بناء الثقة في نفوس أبنائهم من سن صغيرة كي ينمو إحساسهم بالثقة وقوة شخصيتهم عندما يكبرون . وهذه هي بعض الخطوات المطلوبة كي نساعد أطفالنا على اكتساب الثقة بالنفس : امدح أطفالك أمام الآخرين بحدود مثل الثناء عليهم لأنهم أكملوا واجباتهم المدرسية أو انجازهم عملا بنجاح . لا تدعهم ينتقدون أنفسهم ولكن ساعدهم على الإحساس بالثقة بما يقومون به. عاملهم باحترام وقل مثلا " من فضلك " عندما تطلب منهم أن يصنعوا لك شيئا و" شكرا " عندما يؤدونه . عاملهم كأطفال ودعهم يتمتعون بطفولتهم ولكن علمهم الاعتماد على النفس في نفس الوقت. ساعدهم على أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم ولا تفرض عليهم خياراتك وامنحهم حرية الاختيار ودعهم يتحملون نتائج قراراتهم ( في حدود المقبول طبعا ) ، واطلب رأيهم في مواضيع مختلفة . علمهم مهارة التعبير عن الذات والآراء وكيفية الإلقاء وكيف يتحدثون أمام الآخرين . ساعدهم كيف يكوّنون قيمهم كما هي واجباتهم وكيف يلتزمون بها . أشعرهم بأنهم مهمون وأنهم عطية من الله. أجب عن كل أسئلتهم ، حافظ على وعودك لهم واشرح لهم لماذا قمت باتخاذ بعض القرارات. ساعدهم كي يكونوا صداقات لان الأطفال في هذه الأيام لم يعودوا يعرفون كيف يختارون أصدقاءهم. لذا أشعرهم بالأهمية وبأن الله منحهم مواهب وقدرات خاصة ( الإحساس بالذات ايجابيا ينعكس على اختياراتنا فيمن نصادقهم ) . احكِ لهم حكايات من طفولتهم ومن خلالها بين لهم بعض المبادئ القيمة مثل عدم الكذب، الأمانة ..الخ ... علمهم كيف يرفضون ويقولون " كلا " لأي شيء خطأ, وعلمهم كيف يدافعون عن أنفسهم وأجسادهم. امنحهم مالا كافيا . أعتذر لهم عن أية أخطاء واضحة بدرت منك . لا تهددهم أبدا وإنما تحدث معهم حتى تقنعهم بالأمر . شارك في طموحهم وشجعهم للوصول إلى أحلامهم . علمهم كيف يواجهون الفشل. أبقهم حولك إن ذلك يعلمهم الثقة بالنفس لان معرفتهم بأنك حولهم يمنحهم الشعور بالاستقرار النفسي " فلا يمكن الانزلاق للخطأ " حول الوالدين بسهولة. وأخيرا لا تنسَ أن تخبرهم بأنك تحبهم.