على مرمى حجر من منتزه الردف جنوب مدينة الطائف يقع غدير البنات أحد مواقع الجذب الترفيهي لاهالي الطائف سابقا، لما يحتويه من مناظر جميلة وخلابة تحوي تجمع مياه عدة سيول في منطقة الغدير. وقد أنشأت وزارة الزراعة سداً على الوادي لحجز مياه السيول واستعمالها في ري الأراضي الزراعية على امتداد الوادي، وقد اصبح هذا الموقع اثرا بعد عين ولكن برزت مؤخرا مؤشرات تفيد بتحويل الموقع بأكمله مع منتزه الردف الى مشروع سياحي ضخم سيحدث نقلة مهمة في الخدمات السياحية المقدمة بمدينة الورود، كما اشار رئيس بلدية الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج في لقائه مع المثقفين بنادي الطائف الادبي. واختلف المؤرخون بمحافظة الطائف على سبب تسمية غدير البنات بهذا الاسم ومتى عرف بهذا الاسم، وتحدث الباحث التاريخي مناحي ضاوي القثامي مبينا ان الغدير عرف بهذا الاسم منذ القرن 11ه، وهو عبارة عن واد فيه تجري المياه طيلة فصول السنة، حيث تنساب المياه من جبال السروات وتمتد عبر وادي ليه حتى تصل منطقة ركبه وهذا الوادي كانت على جنباته الأشجار الكثيفة التي تتيح لزواره الاستراحة في ظل هذه الأشجار مع المناظر الجميلة لانسياب المياه، إضافة إلى وجود الأرض الخضراء وقد تغنى الشعراء والفنانون كثيرا بمسمى غدير البنات الذي استمر المنتجع الاول والوحيد لسكان مدينة الطائف لقربه من المدينة ووجود مكونات سياحية تفضله على المنتجعات الاخرى، لذلك لا يمكن لاي زائر لمدينة الطائف ان لا يزور غدير البنات الا انه في السنوات الاخيرة تقلص بشكل نهائي دور غدير البنات واصبح من ذكريات الماضي البعيد، بما يعني انه انتهى في اوائل التسعينات الهجرية لعدة اسباب، وهي: زحف العمران اليه وانقطاع المياه التي كانت الشريان الوحيد المغذي له وعدم الاهتمام به لجعله منتجعاً سياحياً كما كان، إلى جانب حجز المياه عنه بعد انشاء "سد ليه"، مما تسبب في فقدان الكمية المطلوبة من المياه التي تجعله ينمو ويتطور ولهذا نطالب بتطويره وجعله يعود لمكانته مع اننا ندرك بكل تأكيد نقص الامطار التي تمده بالمياه والحياة وهذا كناية عن تواجد جميع طلاب الراحة والاستجمام في هذا المكان واكثرهم من العوائل. وابان القثامي بأنه يمكن لنا تأهيله عن طريق عمل تطوير شامل لايخرج كثيرا عما كان عليه في السابق وذلك بتصور من الذين كانوا يعرفونه معرفة تامة قديما، بحيث تتولى البلدية هذا المكان بايصال المياه اليه وحمايته من التلوث، ويمكن لنا الاستفادة منه دون جعله حكرا على بعض المستثمرين الذين لاينظرون الى مصلحة التطوير الحضاري وانما سعيا الى الكسب المادي السريع. سبب التسمية وبين الباحث السياحي بمحافظة الطائف عيسى علوي القصيّر ان غدير البنات يقع جنوب شرق مدينة الطائف، ويبعد عن المدينة حوالي سبعة كم، ويقع بالقرب منه منتزه الردف الذي يبعد عن غدير البنات حوالي ثلاثة كم، ويرتفع عن سطح البحر حوالي1700م وهو واد كبير دائم الجريان، حينما تهطل الأمطار بغزارة وتسيل مسايل الوادي الآتية من جبال شفا سفيان إلى وادي غدير البنات ثم إلى لية؛ حتى يصبح الوادي كبحر منهمر بالمياه وبهذا الصدد تحاكا حوله القصص والروايات قديماً حول تسمية هذا الوادي باسم (غدير البنات) منذ مئات القرون و يقال إن هناك أسرة بدوية من بدو الرحل الذين ينتقلون بين الماء والكلأ والعشب، وتتكون هذه الأسرة من خمس إلى سبع نساء، وداهمهم السيل غدراً ولقوا حتفهم جميعاً، فتناقلت هذه الرواية بين عامة الناس في القرى والهجر فسمي هذا الوادي باسمه المتعارف عليه حالياً. وأضاف أن غدير البنات متنزه بحري بمناظره الخلابة من جبال وأعشاب وخضرة دائمة، ويرتاده المواطنون في فصل الصيف والأعياد قبل أربعين عاماً، وكان منظراً جميلاً من بدائع قدرة الله عز وجل وغدير البنات أيام زمان كان منتزهاً في أيام الأعياد عن طريق استئجار سيارات اللواري أو الونيتات الفورد، فيدفع الراكب ريالين للذهاب إلى غدير البنات، والاستمتاع بجلساته التي تحكي تاريخاً لأبناء الطائف أو الزائرين أو المصطافين ساعات هنية في قضاء أحلى الأوقات بين أحضان غدير البنات. وجهة سياحية مغلقة! وتحدث الشيخ احمد ناصر العبيكان ان غدير البنات موقع سياحي معروف بالطائف وقد تحول حاليا الى وجهة سياحية مغلقة امام السائح، والأمل كبير في إعادة هذا المنتزه المائي إلى سابق عهده في الجذب السياحي لمدينة الطائف وأحد روافد الاستثمار الاقتصادي في زيادة المنتجعات السياحية الطبيعية والمائية التي اشتهرت بها الطائف منذ عقود ماضية في الاصطياف والتنزه، مطالباً الهيئة العليا للسياحة بدراسة وضع غدير البنات وجعله يعود كما كان عليه سابقا باعتباره معلماً من معالم مدينة الطائف، والمعلم الاول لمن يرغب الراحة والاستجمام والاهتمام بهذا المنتجع السياحي المائي ولعلنا نعيد الى غدير البنات ذاكرة التاريخ التي كانت معه سابقا واهميتها.