حذر المستشار القانوني أشرف محمد السراج من بداية ظهور هوامير للنصب والاحتيال في أوساط المجتمع السعودي تحت غطاء الكسب السريع بالمتاجرة في البضائع الأساسية كالبن والأرز والسكر وبعض أنواع الحبوب مثل الشعير في الأسواق الدولية. وأشار إلى أن عدداً من المواطنين ضخوا بالفعل مبالغ بمئات الملايين مع عدد من النصابين الجدد الذين باشروا في توزيع أرباح خيالية لإقناع المزيد من الضحايا بالدخول معهم في عملياتهم التجارية المشبوهة. وفي سياق متصل أفاد المستشار القانوني مازن اليحيى أن بداية ظهور هذه الحالات كانت لدى أحد تجار الجملة في منطقة وسط جدة بعد أن تعرض لعقوبات من البلدية لوجود مواد منتهية الصلاحية لديه, فبدأ نشاط الاستثمار في البضائع عن طريق الانترنت واقنع عدداً كبيراً من زبائنه بجدوى هذا النوع من الاستثمار وأن الارباح ستكون خيالية. وفي الوقت نفسه قال المحامي طارق حمود البراهيم إنه بالفعل يتداول المجتمع قصة هذه المساهمات وأنها قد تبلغ حتى الآن 50 مساهمة في جدة ومكة والطائف ورابغ والمدينة المنورة, متوقعاً تزايد عدد المشتغلين في هذه الاستثمارات بشكل مكثف نتيجة لتخوف الكثير من صغار المستثمرين من الدخول في مضاربات سوق الأسهم أو شراء العقارات تخوفاً من تراجع أسعارها خلال الأعوام المقبلة. وعاد السراج إلى التأكيد في تصريحه على انه رغم تعثر مساهمات سوا والمساهمات العقارية وتكبد الآلاف من المساهمين خسائر بمليارات الريالات فإنه لازالت هناك شريحة عريضة من المواطنين جاهزين للتورط من جديد في دهاليز النصب والاحتيال، واكبر دليل على ذلك الاندفاع وراء شائعة وجود الزئبق الأحمر في مكائن الخياطة ماركة سنجر. وقدر إجمالي الأموال التي جمعتها العصابات الاستثمارية الجديدة حتى الآن بحوالي ملياري ريال، وقال إن آلاف الضحايا لم يحصلوا على حقوقهم من مساهمات سوا والمساهمات العقارية المتعثرة وأصبحت القضايا متشابهة من حيث هروب القائمين على هذه المساهمات وتسويفهم للقضايا أمام القضاة وتشتيت القضايا دون إعادة الحق لاصحابة وهروب بعضهم للخارج وضعف التحري والتعاون مع الإنتربول الدولي لإحضارهم. وطالب بضرورة دراسة عاجلة لهذه القضايا من قبل المسئولين والأكاديميين والمحامين وأن تقوم جميع أجهزة الإعلام بتنظيم حملات توعية لأفراد المجتمع تحميهم من الوقوع كضحايا لعمليات نصب واحتيال جديدة وأضاف قائلاً، هناك بضرورة للتحرك لمنع وقوع ضحايا جدد. وقال: إننا نسمع يوميا عن عمليات نصب واحتيال راح ضحيتها آلاف المواطنين وهنا لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي ويجب علينا التدخل العاجل السريع لتوعية هؤلاء الأفراد اللذين هم أعضاء في مجتمعنا الطيب الصدوق الذي يثق بكل فرد يمد له يده دون أن يعلم بحقيقة الأمر أن هذا الشخص ما هو إلا محتال يلهث وراء المادة وأموال الناس بالباطل مستغلا ثقة الناس به وباسمه وبوجاهته وبمقر شركته أو مؤسسته الكبيرة أو مكتبه الفاخر أو مظهره ونوع سيارته.