عندما تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في 26/6/1426ه قال في أول خطاب له يحفظه الله : "... وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وألا تبخلوا علي بالنصح والدعاء". وخلال الأربعة أعوام الماضية استطاع هذا الملك العظيم في أفعاله، المتواضع في أقواله، أن يقوم بإنجازات هائلة في جميع المجالات، وأن يسير بوطنه وشعبه إلى ذرى العز والسؤدد. وفي مجال العلوم والتقنية حقق حلمه القديم في جامعة المستقبل : (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) التي تتجسد رؤيتها في إعادة أمجاد العرب والمسلمين في العلم والمعرفة مثلما كانت خلال عصور الحضارة الإسلامية الزاهرة، مع الأخذ بأسباب التفوق العلمي والتقني في هذا العصر: عصر الاقتصاد المعرفي. وعندما خاطب – حفظه الله – الأمة الإسلامية في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في مكةالمكرمة قال: "إنني أتطلع إلى أمة إسلامية موحدة وحكم يقضي على الظلم والقهر وتنمية مسلمة شاملة تهدف للقضاء على العوز والفقر، كما أتطلع إلى انتشار الوسطية التي تجسد سماحة الإسلام، وأتطلع إلى مخترعين وصناعيين مسلمين وتقنية مسلمة متقدمة وإلى شباب مسلم يعمل لدنياه كما يعمل لآخرته دون إفراط أو تفريط "... وهو خطاب ينقل رؤى خادم الحرمين الشريفين ورؤيته لأهمية الاختراع والمعرفة العلمية والتقنية، وإلى نظرته البعيدة للاهتمام بالمبدعين والمخترعين من أبناء المملكة والعالم الإسلامي. ولاشك أن المعرفة العلمية والتقنية والاختراعات هي الأساس للتطور في المستقبل. ويتضح هذا عند النظر إلى الخمسة عقود الماضية التي برزت فيها دول متقدمة، من خلال اعتمادها على اقتصاد المعرفة من علوم وتقنية واختراعات ... وعندما استقبل – حفظه الله – مجموعة من المخترعين السعوديين خاطبهم وأثنى عليهم قائلاً : "أنتم ولله الحمد ترفعون الرأس وتظهرون للعالم أن بلادكم فيها رجال لديهم الفكر والقدرة على الاختراعات ويسيرون – إن شاء الله – على هدي أجدادهم أصحاب العلم، أنا شخصياً وشعبكم نعتز بكم ونفخر بكم أتمنى لكم التوفيق، وإن شاء الله دولتكم لن تبخل عليكم بشيء أبداً". كما قام – حفظه الله – بتكريم عدد من المخترعين السعوديين من أساتذة الجامعات والباحثين الذين سجلوا براءات اختراع لمنجزاتهم العلمية والتقنية، وكان من ضمن التكريم منحهم وسام الملك عبد العزيز .... إن هذا التكريم يعكس مدى اهتمام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين والنائب الثاني بتشجيع المخترعين والمخترعات السعوديين، وتذليل جميع العقبات أمامهم ... ولازال المخترعون ينتظرون مزيداً من التكريم من ملك صادق الوعد كريم ....