عصفت الأزمة المالية العالمية بتوقعات معدل نمو الطلب العالمي على الكيماويات الأساسية والبلاستيك فكانت التوقعات قبل الأزمة العالمية تشير إلى نمو قد بدأ في عام 1991 بطاقة خمسة ملايين طن ليتواصل النمو على مدى الأعوام التالية إلى عام 2007 ليبلغ 30 مليون طن وعام 2009 كان من المتوقع أن يبلغ 20 مليون طن ولكن قد انقلبت التوقعات رأساً على عقب بعد الأزمة العالمية ليبلغ معدل النمو في عام 2009 نحو 6 ملايين طن فقط مع وجود توقعات مطمئنة ببلوغ نمو الطلب العالمي 36 مليون طن عام 2012م. كشف ذلك تقرير صناعية خاص اطلعت عليه "الرياض" حيث أشار أيضاً لمستقبل البتروكيماويات خلال (7- 10 سنوات) ففي اليابان طاقات إنتاجية صغيرة مع وجود منافسة من كوريا الجنوبية وتايوان مع استخراج طاقات إنتاجية غير مجدية. وفي أمريكا يمثل خليج المكسيك جدوى بسعر غاز يبلغ دولارين للطن وهي غير منافسة بالأسعار الحالية إضافة إلى تكاليف العمالة وسوف تخرج طاقات إنتاجية غير مجدية أيضاً. وفي الاتحاد الأوروبي يبدو مستقبل البتروكيماويات مبعثراً ولكن الدعم السياسي كبير. وسوف يتم التركيز على استخراج سوائل النفط في مواقع مختلفة من العالم لتحقيق تنوع أكبر للمنتجات إلا أنه قد تستخرج طاقات إنتاجية غير مجدية أيضاً فيما تشير التوقعات إلى أن السعودية والصين سيكونان اللاعبين الأساسيين في تصدير واستيراد البتروكيماويات. وقد كانت الأسواق العالمية للكيماويات قد حققت نمو كبيراً بعد أن سجل مجموع المبيعات العالمية مبلغاً يتجاوز ثلاثة تريليون دولار وقد تزعمت القارة الأسيوية أكبر النسب في الإنتاج العالمي للبتروكيماويات لعام 2008م لتبلغ 40% وتشمل منتجات البولي إثيلين والبولي بروبلين والبولي ستايرين والبولي كلورايد الفينيل (PVC) والبولي إثيلين ترفيتاليك، ويليها في المرتبة الثانية الأمريكيتين الشمالية والجنوبية بنسبة 27% والقارة الأوروبية بنسبة 23% والشرق الأوسط بنسبة 8% وأفريقيا بنسبة 2%. وحقق قطاع التعبئة والتغليف أكبر الحصص العالمية بنسبة بلغت 36%، يتلوها الاستخدامات الطبية بنسبة 27% وقطاع الإنشاءات بنسبة 21% وقطاعات صناعة السيارات، والأغراض الكهربائية والإليكترونية بنسبة 8% لكل منهما. وقد شهدت تكلفة إنتاج الإثيلين في الصين وكوريا وأمريكا وأوروبا تذبذباً خلال العامين الماضيين حيث بلغت قيمة الطن 500 دولار في شهر يناير 2007 وقد تواصلت في الارتفاع على مدى العام نفسه لتبلغ مستوى 1200 دولار للطن وخلال الربع الأول من عام 2008 تراجعت لتبلغ حدود 1100 دولار للطن ثم عاودت التحليق في شهر يوليو لتبلغ حدود1300 دولار للطن قبل أن تتهاوى في الربع الأخير لتبلغ مستوى 400 دولار للطن. وشهدت أسعار الإيثان ثباتاً بقيمة (75 سنتاً) لكل وحدة قياسية حرارية. وقد أسهمت تلك الغازات في إنتاج أكثر من 450 منتجاً نهائياً مختلفاً ويعادل النمو في صناعة البتروكيماويات (1.5) مرة من نسبة النمو الاقتصادي وتساهم في حماية الغابات وتعويض النقص في الأراضي الزراعية إضافة إلى إسهامها في خفض ما يعادل 200 كجم من وزن السيارة إلا أن قترة تطوير المشاريع تبدو طويلة (6-8) سنوات ومازالت هناك قضية بيئية تتمثل في (التدوير). وبلغ استهلاك الفرد للبولي إيثلين في الاقتصاديات النامية البالغ تعدادها 5.7 مليارات نسمة 6 كجم للشخص وفي الاقتصاديات المتطورة التي يبلغ تعدادها مليار نسمة 36 كجم للشخص. وبلغ حجم استهلاك الفرد من البولي إثيلين في دول أمريكا وأوروبا الغربية 40 كجم وفي البرازيل 10 كجم والصين 9 كجم وروسيا 6 كجم والهند 2 كجم. وقد شهدت الأسعار العالمية للبنزين تذبذباً على مدى أعوام 2000 التي بلغت خلالها 390 دولاراً للطن لتبلغ عام 2008م 1300 دولار للطن قبل أن تتهاوى في الربع الأخير من العام الماضي إلى 500 دولار للطن. بينما بلغت أسعار النافثا السعودي 200 دولار للطن في عام 2000 لتشهد نموا ثابتاً في الأعوام التالية لتبلغ مستوى 600 دولار للطن في الربعين الأول والثاني من عام 2008 قبل أن تتهاوى في أواخر العام نفسه لتبلغ أقل من 400 دولار للطن.