صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أضاف إلى معركته ضد الإرهاب معركة جديدة وضعها نصب عينيه، وهي محاربة المخدرات ومروجيها في بلد يشتهر بأنه صاحب النسبة الأكبر من الشباب في المنطقة العربية. وقد وضع سموه الكريم الآلية المناسبة لإيقاف هذه الظاهرة ومحوها إلى الأبد من المملكة العربية السعودية، وقد اوجب على الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية بضرورة توعية أبنائنا وبناتنا وتبصيرهم بأضرار المخدرات، فهو دائماً يقول (الكثير من التوعية والقليل من الرقابة) أفضل وأجدى. لقد كان دور المملكة العربية السعودية وما زال حرياً به أن يشاد به، حيث اتخذت المملكة العديد من الإجراءات الضرورية والتدابير الوقائية لمواجهة هذه الآفة كتطوير القدرات الأمنية وتزويدها بكل ما هو جديد من فنون التدريب والتأهيل لمواجهة التطور المتواصل في أساليب التهريب عبر الحدود الدولية، والتعاون مع الدول الشقيقة التي أثمرت عن تعاون إيجابي في مجال تبادل المعلومات الأمنية مما أسهم في إفشال محاولات التهريب وإحباطها في مهدها، ويسعى سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى تنمية هذا التعاون وإلى التنظيم والمشاركة في المؤتمرات واللقاءات الدولية التي تهدف إلى تبادل الخبرات والإطلاع على التجارب العالمية حتى يكون المخطط الاستراتيجي والمنفذ الميداني على دراية بكل ما هو جديد في مجال البرامج الوقائية والعلاجية والتأهيلية. إن اللجنة الوطنية التي يترأسها الأمير نايف جاءت من أجل تأدية عملها في مجال التوعية منذ زمن، وإن قرار مجلس الوزراء الذي نص على تفعيل دور اللجنة منحها جملة من المهام الوطنية في مجال وضع السياسات والخطط الاستراتيجية للجوانب الوقائية والعلاجية والتأهيلية وتنسيق أداء الأجهزة المعنية في هذا الخصوص، كما نص القرار على إنشاء صندوق خيري يعنى بدعم ورعاية المتعافين وأسرهم بهدف إعادة تأهيلهم ليصبحوا أعضاء منتجين ومساهمين في بناء المجتمع. وصدور هذا القرار وفي هذا التوقيت يعكس حرص واهتمام الدولة بشباب الوطن وأفراده وحمايتهم من المخدرات بشكل خاص بمشاركة الأجهزة الحكومية والأهلية المعنية وبحضور فاعل لكافة أطياف المجتمع. ومن أهم سبل الوقاية التي تضع اللجنة خطتها برئاسة الأمير نايف بن عبدالعزيز هي تطوير المناهج الدراسية في مجال مكافحة المخدرات بهدف إدخال مفردات ومفاهيم تربوية حول أضرار المخدرات في المناهج الدراسية في مراحل التعليم العام والتعليم العالي، وقد بيَّن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز أن بداية العام القادم 2010م سيشهد تطوراً ملحوظاً في المناهج بهذا الخصوص بغية تحقيق هدف إدخال مفردات ومفاهيم تربوية حول أضرار المخدرات في المناهج الدراسية في مراحل التعليم العام لأن هذه الدراسة التي يشارك فيها ممثلون لوزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم ومختصون من أساتذة الجامعات وخبراء تربويين وأمنيين ستنتهي في العام القادم، في حين تشرف اللجنة على دراسة خليجية بعنوان (تدابير خفض الطلب على المخدرات) وهي في مراحلها الأخيرة. إن سموه يهيب بكافة أجهزة المجتمع بضرورة المشاركة في تحمل المسؤولية لأن كافة الأجهزة الرسمية وغير الرسمية مطالبة بالقيام بدور في مجال الوقاية من المخدرات من منطلق المسؤولية الدينية والوطنية، وسموه كلف الأجهزة الأمنية بالقيام أيضاً بالجانب التعليمي والتوعوي وبالذات أثناء التجمعات الشبابية ومن أهمها مهرجان الجنادرية الذي يعد من أهم الملتقيات الثقافية التي يقصدها الشباب في كل عام، حيث يرى أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة من الفرص الكبيرة للتواصل مع الشباب وشرائح المجتمع عامة واللجنة الوطنية كانت في السابق تشارك ضمن جناح وزارة الداخلية وتقوم بعرض إصداراتها التوعوية وإرشاداتها الأسرية وطرق الوقاية والعلاج وشرح كيفية التواصل مع اللجنة، وحالياً بعد صدور قرار تفعيل دور اللجنة الوطنية وإنشاء أمانة عامة مستقلة لها وبمهام وواجبات وطنية متعددة توقع سموه أن تكون المشاركة القادمة مواكبة أكثر مع هذه المهام والواجبات بالمشاركة بمعارض تخص اللجنة. لقد عالج سموه قضية المخدرات بأسلوبه المتميز، وحنكته المعهودة، ودبلوماسيته الرصينة، وعباراته المختارة بدقة متناهية، وبأبوته الحانية لأنه يدرك مدى خطورة المخدرات التي باتت تزداد تجارتها على المستوى الدولي وتتفشى أخطارها والأمراض الناتجة عنها والمآسي والويلات التي تسببها تلك الآفة لكثير من الأفراد والأسر. إن وزارة الداخلية بفضل جهود سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وتطوير أجهزة الوزارة استطاعت ضبط مئات الملايين من الحبوب المخدرة وأطنان من مادة الحشيش المخدر في عمليات استشهد على أثرها عدد من رجال مكافحة المخدرات، وقد وجدت الأجهزة الأمنية أن كثيراً ممن قبض عليهم في العمليات الإرهابية كانوا يتعاطون المخدرات.. ولذلك يعتبر سموه أن آفة المخدرات من أخطر الأشياء التي يواجهها المواطن والمجتمع والأسرة. ومع كل هذا لا بد من القول بأن قضية المخدرات من القضايا التي تعاني منها كافة دول العالم والمملكة في الواقع تؤثر وتتأثر بما يدور حولها، ولذا يسعى الأمير نايف بن عبدالعزيز على وقاية المجتمع من التأثيرات السلبية التي قد تصاحب مثل هذه التطورات والتغيرات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها بالطبع المخدرات التي تهدد مكونات المجتمع الدينية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والأمنية.