أعادتني هذه العبارة التي تزامنت مع مباريات الكرة التي يهتم بها الكثيرون، إلى زمن مضى حين كنت وصديقاتي على مقاعد الدراسة في المتوسطة والثانوية، لم أكن من هؤلاء الذين يحبون المدرسة لكنني كنت أجيد التعلم وأحظى بعلامات جيدة ربما لأن عقلي كان يعدني لمرحلة قادمة من مراحل حياتي أكتشف فيها معنى المعرفة وجمالها لكنني أفهم شعور من يقول هذه العبارة جيدا. فمثلا كنت لا أحب ما يدرس لي وكنت أنتظر الصيف أو آخر الأسبوع حتى أقرأ في كتاب بعيد عن المقررات الدراسية، وكنت أعجب أنا وزميلاتي كيف أننا كنا نتذكر معلومات قرأناها في كتاب "سؤال وجواب" أو حوار قرأناه في قصة أو حتى تفاصيل لتجربة أو سيرة حياة عالم مشهور أو موقعة تاريخية مهمة تصفحناها في كتاب أو مجلة وننسى صفحة من كتاب الأحياء أو الكيمياء أو التاريخ فور خروجنا من قاعة الامتحان. قد تكون طريقة التعليم أو طريقة إيصال المعلومة وقصر الفصل الدراسي وطول المقرر وكل هذه الأمور التي يعرفها كل من يمارسون التدريس أو هم على مقاعد الدراسة أسباب هذا "الهم" حيث لا يتوفر لديك الوقت كطالب أو معلم للتركيز على بناء التفكير وتعلم الطريق المناسبة لاستيعاب المعلومة أو تفكيكها وتبسيطها وهذه أدوات تعليمية مهمة خاصة إذا كان الهدف هو بناء العقول. لكن الهمّ لحقنا حتى دراستنا الجامعية والتي كانت مختلفة من خلال اختيار المقررات وحضور الجانب العملي في تخصصاتنا الدقيقة الذي أخذ حيزا كبيرا من سنواتنا الجامعية. لماذا المذاكرة همّ؟ الإجابة؛ ولماذا لا تكون همّا؟ خاصة حين يتحدد مستقبلك بإجابة على سؤال وخاصة حين تخاف الفشل لأنك لا تعرف التعامل معه. كبرنا أنا وصديقاتي وتفرقنا في اهتماماتنا وتجاربنا وعرفنا بعد فترة أن شيئا من هذه المعلومات بقي مدفونا في الذاكرة استخدمناه حين احتجناه، وهذا يعني أننا تعلمنا من المدرسة من الجامعة من الحياة مما قرأنا مما شاهدنا وحين تفرقنا لاكمال دراستنا العليا في بقاع بعيدة مختلفة تعلمنا أكثر وتعلمنا بطريقة مختلفة وكنا مستعدات لخوض تجربة تعليمية جديدة تعتمد على الاستقلال العلمي. ما الذي أريد أن أقوله بدلا من اجترار الذكريات التي لا تخصكم؟ لنسأل سؤالا؛ هل يملك طفل في السابعة القدرة على أن يمسك بكتاب ويقرأه ويستخلص المعلومة منه باستقلالية؟ وأنا أتكلم هنا عن طفل عادي لا طفلا شاهدتموه على اليوتيوب أو في برنامج في إحدى القنوات الفضائية، الإجابة هي لا، فأي طفل في هذه المرحلة العلمية يحتاج من يساعده على التركيز وعلى تبسيط المعلومة. ماذا لو كان هذا الطفل طالبا جامعيا؟ الإجابة ستكون حتما نعم. لكن ماذا لو كان الطالب الجامعي يعامل ويتصرف كأنه طفل في السابعة حين يتعلق الأمر بالدراسة والتعلم؟ هذا السؤال لا أستطيع أن أجيب عليه. ما أريد أن أقوله أن طريقة التدريس في المراحل التعليمية العليا أي ما بعد المدرسة لا بد أن تختلف وتتنوع كي تساعد المتلقي/الطالب على استحضار أفضل ماعنده للتعلم وللبروز وللتميز وللتفوق. هل نتفق أم نختلف على الجملة السابقة؟