سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القطاع الخاص مدعو إلى النهوض بدوره لخدمة المجتمع.. وأحيي طموح المرأة السعودية الناجح أمير منطقة مكة المكرمة في كلمة له خلال افتتاح منتدى جدة التجاري الأول:
طالب أمير منطقة المكرمة، القطاع السعودي الخاص بالنهوض بدوره كاملاً في المجالات التي تخدم المجتمع ولا تهدف إلى الربحية فحسب، بقدر ما تستهدف الخدمة العامة والوفاء باستحقاقات الوطن. وقال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في كلمة له خلال افتتاح منتدى جدة التجاري الأول مساء البارحة: «واذا كان على القطاع الحكومي ان يتصدى لمعوقات قطاع المال والأعمال وان يبذل التسهيلات لكل مشروع يحقق مصلحة الوطن، ويواكب التطور الذي تفرضه تعهداتنا الدولية فان على القطاع الخاص في المقابل أن يوطن استثماراته ويوظف قدراته في خدمة بلاده، وأن ينهض بدوره كاملا في مجالات الخدمة المجتمعية والمشاريع التي لا تستهدف الربحية فحسب، بقدر ما تستهدف الخدمة العامة والوفاء باستحقاقات الوطن». وأوضح سموه أن المنتدى يعد مشهدا رائعا للتعاون النموذجي بين القطاعين الحكومي والأهلي من أجل تطوير الاقتصاد الوطني في مواجهة تحديات العصر، فمن المعروف ان هذه المدينة التي تحظى باهتمام خاص منذ عهد الملك المؤسس (طيب الله ثراه) قد نهضت منذ عدة قرون على أيدي التجار الذين تواصلوا مع دول العالم عبر مينائها البحري، مستثمرين ما حباها الله من موقع مميز على ساحل البحر الأحمر، وبوابة للحرمين الشريفين، حتى أصبحت جدة واحدة من أهم البوابات التجارية في المملكة ومركزا ماليا وتجاريا مرموقا في الشرق الأوسط، فلا غرو أن ينطلق منها اليوم أول منتدى تجاري لتساهم مع شقيقاتها من مدن المملكة في توظيف مقوماتها لخدمة المشروع التنموي الطموح الذي يقوده بكل العزم والتصميم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين (يحفظهما الله) من أجل رفاهية المواطن ولتأخذ المملكة استحقاقها على الساحة العالمية. وأشار الأمير خالد الفيصل إلى ان المنتدى يأتي تتويجاً للجهود المشتركة المبذولة من قبل وزارة التجارة والصناعة والغرفة التجارية الصناعية بجدة، ليناقش القضايا التي تهم التاجر ورجل الأعمال، وتلامس في الوقت ذاته حاجة المواطن والمستهلك، على ضوء النظم والقوانين المترتبة على انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية، ويعظم التلاحم بين القطاعين الخاص والعام بحيث يؤدي كلاً منهما - على قدم المساواة - دوراً كاملاً غير منقوص في صناعة المشروع النهضوي المأمول للبلاد. وأضاف سموه: «إذا كان الدخول إلى عالم الكيانات من أهم مقومات الوجود الآن، فإن رجال المال والأعمال مدعوون للعمل في إطار منظومة تكامل فيما بينهم، وبين مشاريع الدولة، حتى تتضافر كل الجهود للنهوض بمشروعاتنا الوطنية، ولا شك ان الجميع يتطلع إلى ان يسهم هذا المنتدى في ترسيخ هذا التوجه، والوصول إلى توصيات واقعية تخدم المجالات الحيوية في عالم المال والأعمال، الذي يمثل عصب التنمية السعودية المستدامة، على ضوء ارتباط المملكة بحركة تجارية واسعة مع جميع دول العالم، وتصاعد حجم التبادل التجاري السنوي إلى ما يقارب التريليون ريال، قابل للزيادة بحكم زيادة حجم السوق الاستهلاكي الناجم في منطقتنا خاصة عن زيادة أعداد ضيوف الرحمن، وقيام جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومدينته الاقتصادية مما يحتم علينا ان نسعى دائماً لزيادة الناتج الوطني كماً وكيفاً وتنمية صادراتنا، ومواجهة المنافسة العالمية». واختتم سموه كلمته قائلاً: «ها هي الفرصة أمامكم لطرح الأمور بكل موضوعية وشفافية واستخلاص الرؤى المشتركة ووضعها موضع التطبيق للوصول إلى الهدف، ولا يفوتني قبل الختام ان أحيي طموح المرأة السعودية التي اقتحمت بنجاح عالم المال والأعمال في أكثر من موقع ومجال، وأتوجه بالشكر لكل الحضور الكريم والمنظمين والداعمين للمنتدى، ولكل رجال المال والأعمال الذين يسهمون بفاعلية في بناء وطنهم، إدراكاً لحاجة الوطن لجهود كل أبنائه». وشهد حفل الافتتاح تكريم 5 وزراء للتجارة والصناعة تولوا العمل في فترات سابقة.. هم: معالي الشيخ أحمد صلاح جمجوم، ومعالي الشيخ محمد العوضي، ومعالي الدكتور سليمان السليم ،والأستاذ أسامة جعفر فقيه ومعالي الدكتور هاشم يماني، إضافة إلى تكريم الرعاة والمساهمين في نجاح أول منتدى تجاري للعروس. من جانبه، أكد معالي وزير التجارة الأستاذ عبدالله بن أحمد زينل ان أهمية منتدى جدة التجاري تكمن في نوعية القضايا والموضوعات التي سيتم طرحها وتناولها والمتعلقة بالتمويل والأنظمة والإجراءات ذات الصلة بالعمل التجاري، وكذلك مشاركة نخبة من المسؤولين ورجال الأعمال والمختصين لبحث هذه القضايا والموضوعات، وقال: إن قطاع الأعمال في السعودية أصبح له خبرة ودراية واسعة في إدارة أعماله واستثماراته في الداخل والخارج وأصبحت اسهاماته في دفع مسيرة النمو الاقتصادي في المملكة بارزة لدى الجميع، لهذا فإن حكومة المملكة العربية السعودية عولت عليه كثيراً عند وضع الآليات اللازمة لمعالجة الأزمة المالية العالمية، وما حصل من نقص في المنتجات الغذائية الذي شهده العالم، فمن الواجب على الأجهزة المعنية في المملكة بذل ما في وسعها لتسهيل عمل القطاع الخاص، ولا شك ان هذا المنتدى وما يصدر عنه من مقترحات تعتبر دليلاً يستفاد منه للأجهزة الحكومية للوقوف على المشكلات والعقبات. وقدم معالي وزير التجارة شكره إلى الوزراء الذين سبقوه في العمل التجاري والصناعي نظير الجهود المتميزة التي قاموا بها لمواكبة احتياجات النمو والتطوير التجاري في تلك الفترة. وأوضح إلى ان وزارة التجارة أطلقت مؤخراً البرنامج الوطني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وبرنامج عمل الشؤون القانونية لرفع كفاءة العمل فيها، وكذلك برنامج عمل التجارة الخارجية لتسريع إجراءات تسجيل الشركات، وبرنامج عمل مجلس المنافسة لنشر الوعي بأهمية المنافسة ودورها في مكافحة الممارسات الضارة وتشجيع المنافسة العادلة. وأضاف معالي وزير التجارة: قمنا أيضاً بإطلاق برنامج عمل وكالة الوزراء لشؤون الصناعة من أجل تقديم الرعاية والخدمة للمستفيدين، وبرنامج الاستراتيجية الوطنية للصناعة، وطورنا قطاع المقاولات وكذلك الخدمات الالكترونية في الوزارة، وقمنا برفع كفاءة موظفي الوزارة واشاعة روح الفريق الواحد وخلق الثقة المتبادلة، إضافة إلى دعم الأسر المنتجة بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم والعمل والشؤون الاجتماعية من خلال منتدى الأسر المنتجة للسيدات وبالتعاون مع مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية. وشدد على ان كل البرامج التي أطلقتها وزارته لن يكتمل نجاحها إلا في ظل وجود شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص مبنية على أسس قوية معززة بالثقة وتبادل الآراء والخبرات، وأشار ان الوزارة تقوم حالياً بإعداد خطة استراتيجية طموحة ومتكاملة لتطوير العمل للنهوض بواجباتها تجاه مجتمعها وأبناء الوطن الكريم، تحقيقاً لطموحات خادم الحرمين الشريفين (أيده الله) وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني (يحفظهم الله) لكل من شأنه الرقي بمستوى الخدمات المقدمة وتيسيرها للمواطنين الكرام. في المقابل.. شدد رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة الأستاذ محمد عبدالقادر الفضل على الأهداف الكبيرة التي يحملها المنتدى، وقال في كلمته خلال حفل الافتتاح: إنه من دواعي سرورنا أن يكون هذا المنتدى في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز. وقال الفضل: علمني والدي أن معنى تاجر (تقوى وأمانة وجرأة ورحمة) وهذا ما نود ترسيخه في ثقافة التجار ومجتمعنا وأتمنى أن يكون هذا المنتدى التجاري الأول حلقة الوصل بين التجار والمجتمع، ونتمنى بأن يكون حدثاً سنوياً في جدة يناقش سبل تطوير وتنمية التجارة، وأشار ان غرفة جدة كيان يعمل به أكثر من 300 شخص يعملون ويدعمون كل عمل تقوم به الغرفة كفريق واحد. وتوقعت رئيس اللجنة المنظمة لمنتدى جدة التجاري الأستاذة نشوى طاهر أن يحقق الحدث الأول من نوعه الذي يقام في العروس مردوداً كبيراً في العلاقة بين القطاعين الخاص والحكومي، وقدمت خلال كلمتها في حفل الافتتاح شكرها لكل المساهمين في نجاح أول منتدى تجاري تطلقه العروس. وأشار أن هناك طموحات وآمالاً كبيرة لتحويل توصيات المنتدى إلى قرارات فاعلة. وقالت في كلمتها أمام المنتدى: ان الرؤية التنموية لمنطقة مكةالمكرمة التي رسمها ويشرف على تنفيذها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، والأهداف الاستراتيجية لخطة التنمية التاسعة وانعكاسات الأزمة العالمية وواقع انضمام المملكة رسمياً لمنظمة التجارة العالمية بصفتها العضو رقم (149)، جميع هذه العوامل أوجبت ضرورة اضطلاع اللجنة التجارية التي أترأسها بمهام ومسؤوليات تقتضي إحداث تغييرات في القوانين والاجراءات السارية فيما يتعلق بالتجارة وتنظيم الاستثمار وقيام المشاريع المتنوعة التي تعمل على توسيع قاعدة الانتاج وتقدمه. وأشارت ان أهمية المنتدى تكمن في بناء جسور التواصل والتعاون بين أقطاب اتخاذ القرارات في الدولة والجهات التشريعية المناط إليها سن واستحداث الأنظمة والقوانين، وبين القطاع الخاص وأصحاب المصالح من رجال وسيدات أعمال والمستثمرين من جهة أخرى، بهدف استعراض وتحليل ومراجعة القوانين واجراءات الأعمال التجارية للوصول إلى توصيات تكفل تحسين بيئة ومراجعة القوانين وإجراءات الأعمال التجارية للوصول إلى توصيات تكفل تحسين بيئة ومناخ التنافسية والاستثمار والشراكة مع القطاع الحكومي. وتبدأ اليوم - الثلاثاء - الجلسات العلمية عند التاسعة والنصف صباحاً، حيث تقام 3 جلسات مدة كل واحدة ساعة ونصف الساعة على ان تنتهي الفعاليات قبل العصر، حيث يشارك في فعاليات اليوم الأول وكيل وزاة التجارة المساعد للشؤون القانونية عبدالعزيز بن راشد كليب، ووكيل وزارة التجارة للتجارة الداخلية الأستاذ حسان بن فضل العقيل، إضافة إلى عدد كبير من الاقتصاديين وأعضاء مجلس الشورى والإعلاميين والخبراء والمختصين.