سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وسط حضور كبير لرجال وسيدات الأعمال في افتتاح منتدى جدة التجاري .. خالد الفيصل يدعو الجهات الحكومية لإزالة العقبات أمام القطاع الخاص ويحيي كفاح المرأة السعودية
متابعة - شاكر عبدالعزيز وأسامة فتحي تصوير - خالد الرشيد وإبراهيم بركات .. دعا صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة القطاع الحكومي أن يتصدى لمعوقات قطاع المال والأعمال ويبذل كل التسهيلات للمشروعات التي تحقق مصلحة الوطن، ويواكب التطور الذي تفرضه تعهدات المملكة الدولية، وشدد سموه في الوقت نفسه على ضرورة أن يضطلع القطاع الخاص بمسؤولياته في توطين الاستثمارات وتوظيف قدراته في خدمة بلده، وأن ينهض بدوره كاملا في مجالات الخدمة الاجتماعية. جاء ذلك خلال رعايته حفل افتتاح منتدى جدة التجاري الأول مساء أمس الاثنين بقاعة ليلتي للمناسبات بجدة، في حضور معالي وزير التجارة والصناعة الأستاذ عبد الله بن أحمد زينل، وعدد من وزراء التجارة والصناعة السابقين، ورئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية ورئيس غرفة جدة محمد عبد القادر الفضل، وكوكبة من الاقتصاديين والمهتمين بالقطاع التجاري في المملكة، ووسط مشاركة أكثر من 1000 شخص أبدوا اعجابهم بالتنظيم الرائع والموضوعات المطروحة. وشهد حفل الافتتاح تكريم 5 وزراء للتجارة والصناعة تولوا العمل في فترات سابقة.. هم: معالي الشيخ أحمد صلاح جمجوم، معالي الشيخ محمد العوضي، معالي الدكتور سليمان السليم، والأستاذ أسامة بن جعفر فقيه، ومعالي الدكتور هاشم يماني، إضافة إلى تكريم الرعاة والمساهمين في نجاح أول منتدى تجاري للعروس. وقال سمو أمير منطقة مكةالمكرمة مخاطبا الحضور في الافتتاح: يسعدني أن أكون معكم لافتتاح هذا المنتدى، في هذا المشهد الرائع للتعاون النموذجي بين القطاعين الحكومي والأهلي من أجل تطوير الاقتصاد الوطني في مواجهة تحديات العصر، فمن المعروف أن هذه المدينة التي تحظى باهتمام خاص منذ عهد الملك المؤسس (طيب الله ثراه) قد نهضت منذ عدة قرون على أيدي التجار الذين تواصلوا مع دول العالم عبر مينائها البحري، مستثمرين ما حباها الله من موقع مميز على ساحل البحر الأحمر، وكبوابة للحرمين الشريفين، حتى أصبحت جدة واحدة من أهم البوابات التجارية في المملكة ومركزا ماليا وتجاريا مرموقا في الشرق الأوسط، فلا غرو أن ينطلق منها اليوم أول منتدى تجاري لتساهم مع شقيقاتها من مدن المملكة في توظيف مقوماتها لخدمة المشروع التنموي الطموح الذي يقوده بكل العزم والتصميم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين (يحفظهما الله) من أجل رفاهية المواطن ولتأخذ المملكة استحقاقها على الساحة العالمية. وأشار صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن المنتدى يأتي تتويجها للجهود المشتركة المبذولة من قبل وزارة التجارة والصناعة والغرفة التجارية الصناعية بجدة، ليناقش القضايا التي تهم التاجر ورجل الأعمال، وتلامس في الوقت ذاته حاجة المواطن والمستهلك، على ضوء النظم والقوانين المترتبة على انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية، ويعظم التلاحم بين القطاعين الخاص والعام بحيث يؤدي كل منهما على قدم المساواة دوره كاملا غير منقوص في صناعة المشروع النهضوي المأمول للبلاد، وإذا كان على القطاع الحكومي أن يتصدى لمعوقات قطاع المال والأعمال وأن يبذل التسهيلات لكل مشروع يحقق مصلحة الوطن، ويواكب التطور الذي تفرضه تعهداتنا الدولية فإن على القطاع الخاص في المقابل أن يوطن استثماراته ويوظف قدراته في خدمة بلاده، وأن ينهض بدوره كاملا في مجالات الخدمة المجتمعية والمشاريع التي لا تستهدف الربحية فحسب، بقدر ما تستهدف الخدمة العامة والوفاء باستحقاقات الوطن. وأضاف سموه: إذا كان الدخول إلى عالم الكيانات من أهم مقومات الوجوه الآن، فإن رجال المال والأعمال مدعوون للعمل في إطار منظومة تكامل فيما بينهم، وبين مشاريع الدولة، حتى تتضافر كل الجهود للنهوض بمشروعاتنا الوطنية، ولا شك أن الجميع يتطلع إلى أن يسهم هذا المنتدى في ترسيخ هذا التوجه، والوصول إلى توصيات واقعية تخدم المجالات الحيوية في عالم المال والأعمال، الذي يمثل عصب التنمية السعودية المستدامة، على ضوء ارتباط المملكة بحركة تجارية واسعة مع جميع دول العالم، وتصاعد حجم التبادل التجاري السنوي إلى ما يقارب التريليون ريال، قابل للزيادة بحكم زيادة حجم السوق الاستهلاكي الناجم في منطقتنا خاصة عن زيادة أعداد ضيوف الرحمن، وقيام جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية ومدينته الاقتصادية مما يحتم علينا أن نسعى دائما لزيادة الناتج الوطني كماً وكيفاً وتنمية صادراتنا، ومواجهة المنافسة العالمية. واختتم سموه كلمته قائلا: هاهي الفرصة أمامكم لطرح الأمور بكل موضوعية وشفافية واستخلاص الرؤى المشتركة ووضعها موضع التطبيق للوصول إلى الهدف، ولا يفوتني قبل الختام أن أحيي طموح المرأة السعودية التي اقتحمت بنجاح عالم المال والأعمال في أكثر من موقع ومجال، وأتوجه بالشكر لكل الحضور الكريم والمنظمين والداعمين للمنتدى، ولكل رجال المال والأعمال الذين يسهمون بفاعلية في بناء وطنهم، إدراكا لحاجة الوطن لجهود كل أبناءه. من جانبه.. أكد معالي وزير التجارة الأستاذ عبد الله بن أحمد زينل أن أهمية منتدى جدة التجاري تكمن في نوعية القضايا والموضوعات التي سيتم طرحها وتناولها والمتعلقة بالتمويل والأنظمة والإجراءات ذات الصلة بالعمل التجاري، وكذلك مشاركة نخبة من المسئولين ورجال الأعمال والمختصين لبحث هذه القضايا والموضوعات، وقال: إن قطاع الأعمال في السعودية أصبح له خبرة ودراية واسعة في إدارة أعماله واستثماراته في الداخل والخارج وأصبحت إسهاماته في دفع مسيرة النمو الاقتصادي في المملكة بارزة لدى الجميع، لهذا فإن حكومة المملكة العربية السعودية عولت عليه كثيرا عند وضع الآليات اللازمة لمعالجة الأزمة المالية العالمية، وما حصل من نقص في المنتجات الغذائية الذي شهده العالم، فمن الواجب على الأجهزة المعنية في المملكة بذل ما في وسعها لتسهيل عمل القطاع الخاص، ولاشك أن هذا المنتدى وما يصدر عنه من مقترحات تعتبر دليلا يستفاد منه للأجهزة الحكومية للوقوف على المشكلات والعقبات. وقدم معالي وزير التجارة شكره إلى الوزراء الذين سبقوه في العمل التجاري والصناعي نظير الجهود المتميزة التي قاموا بها لمواكبة احتياجات النمو والتطوير التجاري في تلك الفترة، وأسهمت بشكل فاعل في تعديل الأنظمة واللوائح التجارية القائمة واقتراح الجديد منها لمواكبة ودفع مسيرة العمل التجاري، وتهيئة الجوانب التنظيمية والإدارية لمسايرة الطفرة الكبيرة التي عاشتها المملكة والتي ترتب عليها الزيادة الكبيرة في الطلبات على الخدمات التي تقدمها الوزارة واتخاذ الخطوات الاحترازية اللازمة لحماية المستهلك من الغش والتدليس التي قد تصاحب التوسع الكبير في الأعمال التجارية. وأكد أن من سبقوه في الوزارة ساهموا في تحفيز رجال الأعمال للقيام بالدور المأمول في تلك المرحلة، وتهيئة المملكة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وأشار أن الوزارة تقوم الآن بوضع استراتيجيات وخطط قصيرة وطويلة المدى لتفعيل دورها لتوعية المستهلك بحقوقه. وألمح إلى أن وزارة التجارة أطلقت مؤخرا البرنامج الوطني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وبرنامج عمل الشئون القانونية لرفع كفاءة العمل فيها، وكذلك برنامج عمل التجارة الخارجية لتسريع إجراءات تسجيل الشركات، وبرنامج عمل مجلس المنافسة لنشر الوعي بأهمية المنافسة ودورها في مكافحة الممارسات الضارة وتشجيع المنافسة العادلة. وأضاف معالي وزير التجارة: قمنا أيضا بإطلاق برنامج عمل وكالة الوزارة لشئون الصناعة من أجل تقديم الرعاية والخدمة للمستفيدين، وبرنامج الإستراتيجية الوطنية للصناعة، وطورنا قطاع المقاولات، وكذلك الخدمات الالكترونية في الوزارة، وقمنا برفع كفاءة موظفي الوزارة وإشاعة روح الفريق الواحد وخلق الثقة المتبادلة، إضافة إلى دعم الأسر المنتجة بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم والعمل والشئون الاجتماعية من خلال منتدى الأسر المنتجة للسيدات وبالتعاون مع مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية. وشدد على أن كل البرامج التي أطلقتها وزارته لن يكتمل نجاحها إلى في ظل وجود شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص مبنية على أسس قوية معززة بالثقة وتبادل الآراء والخبرات، وأشار أن الوزارة تقوم حاليا بإعداد خطة إستراتيجية طموحة ومتكاملة لتطوير العمل للنهوض بواجباتها تجاه مجتمعها وأبناء الوطن الكريم، تحقيقا لطموحات خادم الحرمين الشريفين (أيده الله) وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني (يحفظهم الله) لكل من شأنه الرقي بمستوى الخدمات المقدمة وتيسيريها للمواطنين الكرام. في المقابل.. شدد رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة الأستاذ محمد عبد القادر الفضل على الأهداف الكبيرة التي يحملها المنتدى، وقال في كلمته خلال حفل الافتتاح: إنه من دواعي سرورنا أن يكون هذا المنتدى في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين بن عبد العزيز آل سعود (حفظه الله ورعاه) وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز. وقال الفضل: علمني والدي أن معنى تاجر (تقوى وأمانة وجرأة ورحمة) وهذا ما نود ترسيخه في ثقافة التجار ومجتمعنا وأتمنى أن يكون هذا المنتدى التجاري الأول حلقة الوصل بين التجار والمجتمع ونتمنى بأن يكون حدث سنوي في جدة يناقش سبل تطوير وتنمية التجارة، وأشار أن غرفة جدة كيان يعمل به أكثر من 300 شخص يعملون ويدعمون كل عمل تقوم به الغرفة كفريق واحد. وتوقعت رئيس اللجنة المنظمة لمنتدى جدة التجاري الأستاذة نشوى طاهر أن يحقق الحدث الأول من نوعه الذي يقام في العروس مردود كبير في العلاقة بين القطاع الخاص والحكومي، وقدمت خلال كلمتها بحفل الافتتاح شكرها لكل المساهمين في نجاح أول منتدى تجاري تطلقه العروس، وأشارت أن هناك طموحات وأمال كبيرة لتحويل توصيات المنتدى إلى قرارات فاعلة. وقالت في كلمتها أمام المنتدى: إن الرؤية التنموية لمنطقة مكةالمكرمة التي رسمها ويشرف على تنفيذها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، والأهداف الاستراتيجية لخطة التنمية التاسعة وانعكسات الأزمة العالمية وواقع انضمام المملكة رسميا لمنظمة التجارة العالمية بصفتها العضو رقم (149) جميع هذه العوامل أوجبت ضرورة اضطلاع اللجنة التجارية التي أترأيها بمهام ومسئوليات تقتضي إحداث تغييرات في القوانين والاجراءات السارية فيما يتعلق بالتجارة وتنظيم الاستثمار وقيام المشاريع المتنوعة التي تعمل على توسيع قاعدة الانتاج وتقدمه. وأضافت: إن قيام المنتدى يعد مبادرة رائدة تنتهجها غرفة جدة لعرض ومناقشة نماذج تجارية متطورة، وخطوة تتبنى أفكار عملية مبتكرة توحد الرؤب لتوحيد أفضل السبل للوصول إلى توصيات تسهم في بناء اقتصادي وقادر على التصدي للأزمة العالمية، ومعالجة التحديات والعقبات التي تعترض مسيرة الأعمال، وتتوافق مع رؤية ورسالة خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) ويحقق التطلعات التي ينشدها بأن تكون المملكة مركزا وثقلا اقتصاديا في النظم والتشريعات التي تخدم وتحقق أعلى معدلات نمو في العمل الاستشاري. وأشارت أن أهمية المنتدى تكمن في بناء جسور التواصل والتعاون بين أقطاب اتخاذ القرارات في الدولة والجهات التشريعية المناط إليهعا سن واستحداث الأنظمة والقوانين، وبين القطاع الخاص وأصحاب المصالح من رجال وسيدات الأعمال والمستثمرين من جهة أخرى، بهدف استعراض وتحليل ومراجعة القوانين واجراءات الأعمال التجارية للوصول إلى توصيات تكفل تحسين بيئة ومراجعة القوانين واجراءات الأعمال التجارية للوصول إلى توصيات تكفل تحسين بيئة ومناخ التنافسية والاستثمار والشراكة مع القطاع الحكومي، ولاشك أن ايجاد مثل هذه الصلات المترابطة لابد وأن يساهم في زيادة معدل النمو السنوي المتوسط لإسهامات القطاع الخاص في الناتج القومي السعودي بما يحقق تطلعات الاستراتيجية بعيدة المدى للاقتصاد القومي، مما يوفر لاقتصاد المملكة الزخم الذي تحتاجه لتنفيذ أهداف الألفية الثالثة والمترجمة في خطة التنمية التي تركز على تنويع القاعدة الاقتصادية وتعزيز دور القطاع الخاص ورفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة للمواطنين من خلال إيلاء أهيمة خاصة للخدمات المالية. ورفعت رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى في ختام كلمتها شكرها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته الرشيدة على دعمهم الدائم في وضع الخطط الاستراتيجية واتخاذ الاجراءات الكفيلة بدعم القطاع التجاري والخاص وتمكينه من الوصول إلى مستوى التنافسية والعالمية، كما شكرت صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ومعالي وزير التجارية ورئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة والراعين والداعمين للمنتدى. وتبدأ اليوم الثلاثاء الجلسات العلمية عند التاسعة والنصف صباحا، حيث تقام 3 جلسات مدة كل واحدة ساعة ونصف على أن تنتهي الفعاليات قبل العصر، حيث يشارك في فعاليات اليوم الأولى وكيل وزارة التجارة المساعد للشئون القانونية عبد العزيز بن راشد كليب، ووكيل وزارة التجارة للتجارة الداخلية الأستاذ حسان بن فضل العقيل إضافة إلى عدد كبير من الاقتصاديين وأعضاء مجلس الشورى والإعلاميين والخبراء والمختصين.