وسط تباين ردود فعل تزايدت الاتهامات للزراعة بأنها تشكل مصدراً رئيسياً للغازات الُمسبِّبة لظاهرة الاحتباس الحراري إذ تُعَدّ مسؤولةً عن 14 بالمائة من العوادم العالمية المنطلقة من هذه الغازات؛ بينما تُعَدّ تغييرات استخدام الأراضي مثل إزالة الغابات وحدها مسؤولةً عن 17 بالمائة إضافيّة من كميات تلك العوادم يمكن للتخفيف من آثار الزراعة على تفاقم تغيُّر المناخ لدى البلدان النامية أن يُزيد مرونة القطاع ذاته في مواجهة تطرُّفات ظاهرة التغيُْر المناخي وأنماطها الشاذة... وفي الوقت ذاته خفض مستويات الجوع والفقر، حسبما ذكرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "FAO" في موجز لاستعراض السياسات خلال اجتماعٍ عقد بمدينة بون الألمانية عقدته أطراف التفاوُّض الدولية بشأن تغيٍْر المناخ وطبقا لتقرير دولي تشكل ظاهرة الاحتباس الحراري مصدر قلق حقيقي على النطاق العالمي. ويرى الكثير من الجهات الرسمية والعلمية أنه إذا لم تتخذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة فإن ذلك سيؤدي حتما إلى تفاقم تلك الظاهرة، والسير حثيثا نحو تغير مناخي سمته الأساسية ارتفاع درجة حرارة الأرض وما يترتب عليها من عواقب أخرى على الطبيعة. ووفق بيان صحفي صادر عن الفاو اطلعت "الرياض" عليه فقد نقل عن الخبير ألكساندر مولير، المدير العام المساعد لدى "فاو" أن "الزراعة لدى البلدان النامية إن أضحت أعلى قدرةً على الاستدامة، وإذا رفعت معدلات إنتاجيتها وأصبحت أكثر مرونة في وجه آثار تغيُّر المناخ فإن ذلك قد يُساعد أيضاً في خفض عدد نحو مليار نسمة حالياً من الجياع وإتاحة فرصٍ أفضل للعمل والدخل والمعروف أن الاحتباس الحراري هو ظاهرة ارتفاع A9" \o "درجة حرارة" درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان "طاقة حرارية" الطاقة الحرارية من "بيئة" البيئة و إليها. ووفق ويكيديا وعادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي. و قد ازداد المعدل العالمي لدرجة حرارة الهواء عند سطح الأرض ب0.74 ± 0.18 °C خلال المائة عام المنتهية سنة "اللجنة الدولية للتغيرات المناخية" اللجنة الدولية لتغير المناخ( "اللجنة الدولية للتغيرات المناخية" IPCC) فان "أغلب الزيادة الملحوظة في معدل درجة الحرارة العالمية منذ منتصف القرن العشرين تبدو بشكل كبير نتيجة لزيادة "غازات الإحتباس الحراري (الصفحة غير موجودة)" غازات الاحتباس الحراري (غازات البيت الزجاجي) التي تبعثها النشاطات التي يقوم بها البشر. يتفق العلماء المؤيدون لهذه الظاهرة على ضرورة العمل للحد من ارتفاع درجات الحرارة قبل فوات الأوان وذلك من خلال معالجة الأسباب المؤدية للارتفاع واتخاذ الاجراءات الرسمية في شأنها على مستوى العالم بأكمله، لأن مزيدًا من الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة". وأفاد الخبير بيتر هولمغرِن، الذي يقوم بدور نقطة الوصل المركزية لدى المنظمة "الفاو" في إطار مفاوضات الأممالمتحدة الجارية حول ظاهرة تغيُّر المناخ، قائلاً أن "الملايين من المُزارعين الفقراء حول العالم بوسعهم المساعدة في تقليص كميات الغازات الُمسبِّبة للاحتباس الحراري"؛ مضيفاً "لكن ذلك يتطلّب قدراً هائلاً من الاستثمارات والمعلومات في المتناول من أجل تغيير أساليب الزراعة غير المُستدامة وتدريب المزارعين على ممارسات التخفيف من وطأتها. ولذا فإن الاتفاقية العالمية الجديدة للمناخ، المنتظر إقرارها في ديسمبر/كانون الأوّل من هذا العام من المُتعيّن أن تتضمّن الزراعة".