عرض برنامج "غالليلو" على التلفزيون الألماني مؤخراً، تجربة حاول من خلالها فريق أوروبي متخصص في أداء المغامرات الخطيرة، مجاراة تجربة ثلاثة شبان سعوديين هواة في التزحلق على الإسفلت. وهي التجربة التي تداولها الشباب السعودي قبل أشهر عبر هواتفهم المحمولة ومئات المواقع الإلكترونية، حيث يظهر هؤلاء الشبان وهم يتزحلقون على الإسفلت ممسكين بأبواب سيارة زميلهم المسرعة على إحدى الطرق السريعة في المملكة، معتمدين فقط على نعال محلية الصنع تعرف باسم "الزبيري". الفريق الأوروبي كما جاء في البرنامج، فشل في مجاراة مهارات الشبان السعوديين أكثر من مرة، رغم استعانتهم بملابس وأحذية خاصة للتزحلق، إضافة إلى رش الإسفلت بالماء والزيت. كما أن الصفحة الخاصة بالمغامرة الأوروبية على موقع "اليوتيوب" الشهير، شاهدها نحو 200 ألف زائر وسط ردود شارفت على كسر حاجز الألف تعليق، تنوعت ما بين الإعجاب والاندهاش والاستغراب والتشجيع والتندر في بعض المرات. ومن هنا، نجد أن عدسة وسائل الإعلام الغربية التقطت من خلال هذه التجربة، صورة مختلفة للمشهد السعودي، بعيداً عن حقوق المرأة وتحليلات السياسة ومخططات الإرهاب التي تحظى بنصيب الأسد من اهتماماتها في الغالب، مما يطرح تساؤلاً مفاده: لم لا تحتضن هذه الطاقات الشابة والتي لا تزال شبكة الإنترنت تكشف عن أعداد كبيرة منها يوماً تلو الآخر، بعد أن وصل صداها لقلب أوروبا، بحيث توفر لها كل الإمكانات الداعمة، لتوظف فيما بعد لرسم الوجه المشرق لبلادنا أمام عوالم تختصنا بنظرة سوداوية بعد أحداث 11 سبتمبر، خصوصاً إذا ما علمنا أن كثراً من هؤلاء الشباب إما لا يزالون على مقاعد الدراسة أو عاطلين عن العمل، ويتقاسمون الفراغ بأنواعه، والمعيشة المتوسطة وما دون، فمن يحتضن أمثال "نجوم الزبيري" الذين تفوقوا على تقنيات الأوروبيين، ويسخرها لمصلحة الوطن والمواطن، بدلاً من مشاهدتهم وهم ينحرفون نحو دهاليز الظلمات!.