تشير دراسة نفذتها وزارة العمل السعودية (2007م) إلى أن هناك 37 في المائة من العاطلين عن العمل من حملة شهادة الثانوية العامة فيما بلغت بين أوساط الجامعيين 36 في المائة، ونزلت النسبة بين المتعلمين للمرحلة المتوسطة إلى 26 في المائة. وقد بلغ عدد العاطلين السعوديين نحو 454 ألف فرد يمثلون 11.2 في المائة من قوة العمل السعودية، منهم حوالى 271 ألفا من الذكور وحوالي 183 ألفا من الإناث. معدل البطالة بالنسبة للإناث يبلغ 26 في المائة وبالنسبة للرجال 8 في المائة .غالبية العاطلين السعوديين يتركزون في الفئة العمرية من 20 إلى 24 سنة بنسبة بلغت 43.9 في المائة من إجمالي عدد العاطلين السعوديين، لتبلغ نسبة الذكور 45.7 في المائة، والإناث ما بين سن 25 إلى 29 سنة، هي الفئة الأعلى من حيث عدد العاطلات، بنسبة 45.6 في المائة من إجمالي العاطلات السعوديات. وأشارت نتائج البحث إلى أن العاطلين السعوديين هم من الحاصلين على شهادة البكالوريوس أو الليسانس يبلغ 36.4 في المائة من إجمالي عدد العاطلين السعوديين، حيث بلغت نسبة الذكور الأعلى من الحاصلين على شهادة الثانوية أو ما يعادلها النسبة الأعلى، بنسبة 38.8 في المائة من إجمالي عدد العاطلين السعوديين الذكور، يليهم الحاصلون على شهادة المتوسطة بنسبة 20 في المائة. وفيما يتعلق بالإناث فقد بلغ عدد الحاصلات على شهادة البكالوريوس أو الليسانس أعلى نسبة بين العاطلات السعوديات، حيث بلغت 73.4 في المائة من إجمالي العاطلات السعوديات (أكثر من 100 ألف)، تليهن الحاصلات على الشهادة الثانوية أو ما يعادلها بنسبة 12.9 في المائة... هذا يعني أن الإشكالية لدينا ليست فقط في حجم البطالة بل في مستويات العاطلين عن العمل، فحينما يتجاوز عدد العاطلين عن العمل من حاملي الشهادة الجامعية أكثر من 36 في المائة أو مايفوق المائة وستين ألفا، فهذا يعني إشكالية تتعلق بمستوى التأهيل العلمي والتدريبي ويقود إلى إشكاليات كبرى تتعلق بمصير أولئك العاطلين. البعض يقترح توجه أولئك العاطلين نحو الحرف اليدوية (نجارة، سباكة، حلاقة، إلخ) ولو حصل ذلك، فلن يتم دون آثار نفسية واجتماعية لدى خريج الجامعة. أعتقد أننا بحاجة إلى برامج تأهيلية لخريجي الجامعات أو حتى برامج جامعية جديدة تعيد وبشكل سريع تأهيل خريج الجامعة للعمل في تخصصات جديدة يتطلبها سوق العمل. بل إن جامعاتنا بحاجة للسماح للشاب أو الشابة بإعادة دراسة تخصص جديد، أو الانتقال بمرونة من تخصص إلى آخر يتوافق مع احتياجات سوق العمل، حيث إن أعمار غالبية العاطلين لاتزال صغيرة (دون 25 سنة) وبإمكانهم العودة لمقاعد الدراسة والتخصص في مجال جديد أكثر جدوى لمستقبلهم المعيشي، وقد نضجوا وتعلموا من تجاربهم السابقه...