كثير من البكاء والنواح والعويل والميلودراما الفجة، هذه ليست حال مسلسلاتنا فقط، بل المسلسلات التركية أيضاً التي تم استيرادها منذ ما يقرب العامين معلنة انتشار إنفلونزا (مهند ولميس) التي أزكمت أنوفنا كثيراً ومازال أثرها ممتداً حتى الآن، ولكن (بتشديد النون) سيحدث تحول نوعي خطير في المرحلة القادمة، حيث سيردّ نجومنا السعوديون على الغزو التركي بغزو هو أشد منه وطأة وأكثر فتكاً. فبعد مد وجزر أعلن القائمون على المسلسل الرمضاني (بيني وبينك) مشاركة الممثلتين التركيتين نور ولميس (هذا ليس اسمهما الحقيقي ولكن اسما الشهرة) لتشاركا في حلقة واحدة من المسلسل وبأجر بلغ الخمسين ألف دولار لكل منهما، ولو كنت من كوكب آخر أو من بلاد الوقواق لاستغربت إصرار المسلسل على حضور النجمتين التركيتين لتكونا مجرد ضيفتي شرف، بل ودفع هذا المبلغ الضخم من أجل حلقة واحدة فقط، ولكن لأنني ابن البلد فأعرف أنه حتى لو فشل المسلسل ولم يتابعه أحد ،لاسمح الله، فسيشاهد السعوديون تلك الحلقة كرما لعيون نور ولميس. نجم آخر هو فهد الحيان أعلن عن غزوه البلاد التركية وعودته منتصراً ومظفراً من هناك بعد أن أتم تصوير مسلسله (غشمشم 4) وصور حلقتين الأولى بعنوان (سنوات الضياع) والأخرى حلقة (العميل 007)، وهنا نضع علامة استفهام كبرى ونسأل ما دخل العميل 007 الذي هو شخصية سينمائية بريطانية بتركيا؟. حلقة سنوات الضياع (نعديها.. ماشي الحال)، لكن حلقة العميل كان المفترض أن يتم تصويرها في لندن وليس تركيا أو أن (اليد قصيرة..) مثل ما يقول المثل الشعبي. الخلاصة، إن كان هناك من خلاصة، أن اسم (تركيا) أصبح (كلاشيه سعودي) بامتياز، أي بمعنى أن أي شيء يتعلق بتركيا سيلقى رواجاً سعودياً واسعاً، حتى إن مجال الدعوة لم يسلم منها، فكلنا يتذكر الداعية غازي الشمري الذي صور في العام الماضي برنامجه الديني في تركيا رداً على لميس ونور!. ولا ندري إن كان منتخبنا الكروي يفكر أيضاً بإقامة معسكر هذه الأيام هناك.. في تركيا. أخيراً، لا أخفيك عزيزي القارئ أنني وددت لو كان باستطاعتي كتابة هذا المقال وأنا أتمدد على شواطئ تركيا.