قالت مصادر طبية بيطرية ان المملكة ليست في منأى عن أنفلونزا الخنازير،وطالبت الجهات الحكومية العاملة في البلاد التعامل مع المرض على انه وباء سريع الانتقال. ودعت المصادر أمس عقب اقتحام الوباء مناطق الشرق الأوسط إلى إقامة محاجر صحية للعائدين من مناطق تفشي الوباء، ووقف استيراد الغذاء من المناطق الموبوءة، تحوطا ضد الفيروس القاتل. وأكد ل"الرياض" الدكتور احمد اللويمي رئيس الجمعية السعودية البيطرية انتقال وباء أنفلونزا الخنازير عن طريق الغذاء الملوث بالفيروس، موضحا أن للفيروس قدرة هائلة على الاحتفاظ بخطورته لفترة طويلة في الأجواء الباردة، خاصة الأغذية التي تكون مبردة أو مجمدة. ونبه اللويمي إلى إمكانية انتقال أنفلونزا الخنازير الذي فتك ب81 شخصا في المكسيك حتى الآن واصابة العشرات، عن طريق الهواء الطلق من شخص إلى آخر. وقال اللويمي الفيروس الجديد ينتقل من البشر إلى البشر بعكس أنفلونزا الطيور،والفيروس له قدرة حيوية وبيولوجية لتكوين الفيروسات. وأضاف" الفيروس الجديد يحمل صفة وراثية ذات خلقية بشرية وخنزيرية وطيور،و بداخله 8 قطع من المادة الوراثية مفككة وعند دخوله إلى جسم الحيوان(الخنزير) يرمي القطع داخل الخلية الحيوانية، وفي حال دخول فيروسين بشري وحيواني يصبح داخل الخلية 64 احتمالا لتصنيع فيروسات، ممكن أن تنتج نفس أصل الوالدين أو إنتاج أبناء مخلطين. وحذر رئيس الجمعية البيطرية السعودية من خطورة الفيروس في الأجواء الباردة، مطالبا باتخاذ كافة التدابير الوقائية من هذا الوباء الخطير ، لتفادي دخوله المملكة ودول الخليج. وقال اللويمي ان الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة في الأماكن المزدحمة قلية التهوية. وتصاعدت المخاوف الدولية من تحول فيروسات أنفلونزا الخنازير إلى وباء قاتل، وانتقلت المخاوف إلى الشرق الأوسط بعد أن تم تسجيل حالات إصابة بالمرض. وتجمع المكسيكيون منذ تسجيل اول حالة الجمعة الماضية داخل منازلهم في حين بدأت المستشفيات في الولاياتالمتحدة رصد المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض الإنفلونزا، كما بدأت دول أخرى تجري فحوصا طبية في المطارات مع تحذير منظمة الصحة العالمية، من أن الفيروس يمكن أن يصبح وباء عالميا. ومنذ إعلان ظهور الفيروس الجمعة الماضية، أصبح تفشي المرض يمثل صداعا للمكسيك التي تشن بالفعل حربا عنيفة على المخدرات وتعاني تباطؤا اقتصاديا، وأصبح الفيروس سريعا أحد أكبر المخاطر الصحية في العالم منذ سنوات. ويمكن أن يتأثر قطاعا السياحة والتجزئة بشكل كبير من جراء الأزمة الاقتصادية، وقد يوجه وباء عالمي جديد ضربة قوية للاقتصاد العالمي الذي يواجه أسوأ ركود منذ عقود من الزمان جراء الأزمة في الأسواق المالية. وشددت منظمة الصحة العالمية على إجراءات الترصد الوبائي تحسبا لأي ظهور غير طبيعي لأمراض شبيهة بالإنفلونزا، وقالت المنظمة " ان الأحداث الجارية حاليا تشكل طوارئ على الصحة العامة وتثير قلقا دوليا ،ودعت جميع الدول إلى تعزيز مراقبتها تحسبا لانتشار المرض. وكانت وزارة الصحة المكسيكية قد أكدت على لسان خوسيه أنخيل كوردوفا وزير الصحة المكسيكي ان هذا التفشي الجديد لأنفلونزا الخنازير أودى بحياة ما يصل إلى 81 شخصا في المكسيك ،وأشار إلى خضوع 1300 شخص لفحوص للاشتباه في إصابتهم، ومعظم من لقوا حتفهم أعمارهم بين 25 و45 عاما وهي إشارة مثيرة للقلق لأن عدد ضحايا الأوبئة العالمية التي ظهرت من قبل كان مرتفعا بين الشبان. وخصصت الحكومة 450 ألف دولار لتغطية تكاليف محاربة المرض، ومنح سلطات خاصة لإجراء فحوص على المرضى واصدار تعليمات بعزلهم ،في حين أغلقت العاصمة المكتظة بالسكان والبالغ تعدادهم 20 مليون نسمة المتاحف وألغت الأحداث العامة والحفلات الموسيقية والسباقات.