أكدت بيونغ يانغ أن الصاروخ الذي اطلقته في الخامس من نيسان/ابريل هدف فقط الى وضع قمر صناعي في المدار، لكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يؤكدون انه بمثابة اختبار لصاروخ بالستي بعيد المدى. وكانت كوريا الشمالية أعلنت في الرابع والعشرين من شباط فبراير الماضي،أنها تستعد لإطلاق قمر صناعي، من ساحلها الشمالي الغربي. وقالت السلطات الكورية: إن الاستعدادات "جارية حالياً في محافظة هامك يونغ الشمالية، لإطلاق قمر "كوانغ ميونغ سونغ -2" الصناعي(النجم الساطع)، بواسطة صاروخ من طراز "أونها -2"( تايبودونغ-2)(نهر المجرة).وكان الرئيس الكوري الشمالي، كيم يونغ إيل، قد قام في 25 شباط فبراير بزيارة لهذه المحافظة للاطلاع على التحضيرات الجارية.وأكمل الكوريون بناء منشأة للتزود بالوقود تحت الأرض، قرب موقع إطلاق الصواريخ، مما جعل من الصعب على الأقمار الصناعية كشف التحضيرات، التي تسبق عملية الإطلاق الفعلية. وقالت بيونغ يانغ: "إنه في حال نجاح إطلاق القمر الصناعي، فإنّ تقنية علوم الفضاء من شأنها أن تخطو بالأمة خطوة أخرى مهمة، على طريق الوصول إلى موقع القوة الاقتصادية الكبيرة".وقد أخطرت كوريا الشمالية المنظمة البحرية الدولية، في 12 آذار مارس، بأنها تخطط لإطلاق قمر صناعي إلى الفضاء في أوائل نيسان أبريل الجاري. وسوف ينفصل الجزء الدافع الأول من الصاروخ الكوري الشمالي بعد انطلاقه ليسقط في بحر اليابان، أما الجزء الثاني فسوف يسقط في المحيط الهادي، في منطقة تقع بين اليابان وجزيرة هاواي الأميركية. برنامج الصواريخ الباليستية: ويصل مدى الصاروخ"( تايبودونغ-2)، الذي سوف يحمل القمر الصناعي الكوري، إلى 6700 كيلومتراً. ويمكنه نظرياً الوصول إلى ولايتي ألاسكا وهاواي الأميركيتين. ويحتاج إطلاق هذا الصاروخ من خمسة إلى سبعة أيام، بعد وضعه على منصة الإطلاق، وذلك لملء خزاناته بالوقود السائل. وكانت كوريا الشمالية قد أجرت ، في الخامس من تموز يوليو 2006، تجربة إطلاق لستة صواريخ، واحد منها عابر للقارات، وهو الصاروخ"( تايبودونغ). وقالت السلطات اليابانية حينها إن عدداً من أجزاء الصواريخ الكورية سقطت في البحر الشرقي، على بعد مئات الكيلومترات من اليابان. وتعتقد المخابرات الأميركية، إن كوريا الشمالية قادرة على صنع ونشر صواريخ باليستية، دون مساعدة خارجية. ويقول تقرير دائرة الاستخبارات في وزارة الدفاع الأميركية، الذي قدم إلى الكونغرس في الثالث من آذار مارس: إن "كوريا الشمالية قد اشترت من الخارج العديد من المواد وقطع الغيار اللازمة لإنتاج صواريخ باليستية، وذلك عبر مختلف القنوات.إلا أن تصميمها وإنتاجها وصل إلى المستوى المستقل تقريباً". وقالت الاستخبارات الأميركية إن كوريا الشمالية أجرت في تموز يوليو من العام 2007 سبع عمليات إطلاق للصواريخ، بينها صواريخ من طراز "( تايبودونغ-2). وأنها قامت في تشرين الأول أكتوبر من ذات العام بتجربة سلاح نووي.وفي نهاية أيار مايو الماضي، أجرت كوريا الشمالية تجارب إطلاق لثلاثة صواريخ قريبة المدى (46 كيلومتراً) من موقع يبعد نحو أربعين كيلومتراً شرقي العاصمة بيونغ يانغ. ردود الفعل الإقليمية: وفي رده على إعلان بيونغ يانغ نيتها وضع قمر صناعي في المدار، اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، وون تيه جيه، ان هذه الخطوة"ستكون تحدياً خطيراً واستفزازاً للأمن في شبه الجزيرة الكورية، ومنطقة شمال شرق آسيا، واستقرار القارة الآسيوية". وأضاف: "نطالب كوريا الشمالية بالتوقف عن هذا العمل، لأنه ينتهك قرار الأممالمتحدة الذي يمنع الشمال من إجراء أية تجارب على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية". وأعلن مسؤول كوري جنوبي أن بلاده تخطط لإرسال مدمرة حربية إلى البحر الشرقي، لرصد تحركات كوريا الشمالية.وكانت بيونغ يانغ قد أوقفت الحوار مع جارتها الجنوبية، في نيسان أبريل من العام الماضي، حين طردت مسؤولين جنوبيين إلى الحدود. بيد أن المحادثات العسكرية استؤنفت لاحقاً بين البلدين، إنما دون إحراز أي تقدم يذكر، وذلك نتيجة لتبادل الاتهامات بين الجانبين. وعلى صعيد الموقف الياباني، قالت طوكيو إنه يحق لها، من الناحية القانونية، إسقاط الصاروخ، الذي تعتزم كوريا الشمالية إطلاقه، وذلك في حال بدا وكأنه سيقع في الأراضي اليابانية.وأصدر مجلس الأمن الياباني تكليفاً لوزير الدفاع بتوجيه أوامره لتنفيذ هذه المهمة.وقالت الحكومة اليابانية، في السياق ذاته، إنها أرسلت مدمرتين إلى بحر اليابان، الفاصل بين الأرخبيل الياباني وشبه الجزيرة الكورية، بهدف تدمير مراحل الصاروخ الكوري الشمالي لدى انفصالها، واعتراض الصاروخ ذاته في حال تغير مساره.وذكر مسؤول عسكري ياباني إن مدمرة ثالثة غادرت قاعدتها متوجهة إلى المحيط الهادي للغرض نفسه، موضحاً أن المدمرات الثلاث مزودة بأنظمة "إيجيس" و"ستاندارد – 3".