في الطريق من مطار أبو ظبي الى الفندق يبهرك تخطيط وتنظيم المدينة، ويلفت الانتباه الشوارع الفسيحة والمساحات التي تفصل الشوارع عن المنازل حتى في الشوارع الداخلية، الأشجار والخضرة والنخيل الباسقة التي تقف شامخة في جميع شوارع ومباني المدينة. الغرض من الزيارة معرض سيتي سكيب أبوظبي الذي يعقد للسنة الثالثة على التوالي، لم يعكر صفو المعرض سوى تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية التي تلقي بظلالها على القطاع العقاري في كافة أنحاء العالم. بدا واضحا هذا التأثير على المعرض والذي اختتم فعالياته يوم الأربعاء الفائت رغم زيادة عدد الشركات العارضة وزيادة المساحة المؤجرة بنسبة30% عن العام الفائت.. القلق يساور الكثير من العارضين والخوف من ضعف الاقبال من الزوار والمستثمرين على الشراء او الاستثمار في المشاريع المعروضة . يقول مدير مبيعات شركة خليجية مشاركة في المعرض ولديها مشاريع سكنية ان هناك عدة مشاكل يعاني منها القطاع العقاري تتمثل في قلة السيولة وتشدد البنوك وبيوت التمويل المقرضة وفرضها لمعايير أكثر صرامة مقارنة بالعام الفائت، والأسوأ من ذلك تراجع ثقة المستثمرين العقاريين في هذا القطاع وبشكل واضح، كما أن الشركات العقارية بدأت في تقليص عدد الموظفين. ويضيف بأن هناك مشكلة يواجهها المستثمرون والمطورون وهي الفجوة الواسعة بين السعر والعائد على الاستثمار حيث إن الأسعار المعروضة لاتجد قبولا لدى المستفيد النهائي كما أننا نتوقع أوقاتاً عصيبة خلال المرحلة المقبلة . ويقول قبل أن تبدأ ملامح الأزمة المالية العالمية وتنعكس على القطاع العقاري كانت المعارض العقارية المتخصصة في أوج ازدهارها وخصوصا معارض سيتي سكيب وكان يكفي أن يدفع المستثمر او المشتري من 5 الى 10 % من قيمة أي مشروع أو وحدة سكنية للبنوك المقرضة وكانت المنافسة في أوجها لكسب رضاه . أما الآن فعلى الراغبين في شراء وحدة سكنية أن يدفعوا ما بين 30 إلى 40% كدفعة أولى قبل أن تقرر البنوك تمويل استثماراتهم او مشترياتهم من الوحدات. قد لايشفع حسن التنظيم للمعارض أو التسهيلات التي تقدم للمستثمر أو المشتري اذا كان هناك أزمة كما نراه اليوم، ولكن هناك عوامل تحكم الاقدام على هكذا خطوة من قبل المستفيد النهائي والذي أصبح يتريث قبل الاقدام على الشراء وهي مرحلة الانتظار والترقب لعل الأيام تأتيه بسعر أو فرصة أفضل. كنت أتمنى أن يكون هناك تواجد أكبر للشركات السعودية والزوار من المستثمرين والمهتمين والذين كانوا دائما حاضرين وعلامة فارقة في معارض ومؤتمرات سيتي سكيب منذ إنشائها عام 2002م ، خصوصا أن القطاع العقاري لدينا لم يتأثر كثيرا وهناك طلب كبير على الوحدات السكنية ومشاريع عملاقة تحتضنها السعودية !!