أكد عضو مجلس الشورى الأستاذ نجيب الزامل على أن القراءة هي العالم المتجدد في الحياة، وذلك عندما تكون مسوغاً للتفاعل مع الحياة، بعيداً عن المحاكاة؛ مستعرضاً، في تجربته العديد من الرؤى التي تشكلت لديه وأثرت في قراءته منذ البدايات التي كان بداياتها التأثر بجون ديوي. ومستعيداً القراءة من خلال حديث الحاضر الذي لا ينقطع عن الذات، في تلك البيئة التي عاشها الزامل وما كان يدور في يومياتها من اللغة الإنجليزية عطفاً على عمل والده في شركة أرامكو.. وما وصل إلى يدي نجيب من كتب كان أولها كتاب (الفضائح في هوليود) الذي قرأه وهو لا يزال تلميذاً بالصف السادس الابتدائي. جاء ذلك في الأمسية التي أقامتها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض/فرع المربع، مساء يوم أمس الثلاثاء، وذلك ضمن (المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب) الذي تقيمه المكتبة في حقل(تجاربهم في القراءة) التي كان من أواخر ضيوفها، الدكتور عبدالله الغذامي، والمفكر الإسلامي إبراهيم البليهي. وقد تحدث الزامل عن تجربته مع القراءة عبر دور الجو الأسري كبيئة خاصة تنمو فيها توجهات الطفولة وخاصة فيما يخص التعود على القراءة، وصولا إلى البيئة المحيطة ومدى شيوع الثقافة فيها، وخاصة القراءة عندما تكون سمة ظاهرة كممارسة اجتماعية فيمن يحيطون بالقارئ. ومضى صاحب التجربة مستحضرا العديد من المحطات القرائية، التي واكبت مشواره مع الكتاب، من خلال ماذا أقرأ؟، ولماذا أقرأ؟، كسؤالين محرضين عبر تجربته القرائية، وما كان يخلقه بعض الكتب من فضاء مفتوح مشوق بدءاً بالغلاف، وانتهاء بما يتركه الكاتب مفتوحاً أمام قارئه، ما يعزز التواصل مع الكتاب بشكل مستمر. من جانب آخر تناول نجيب العنوان الرئيس، والآخر الشارح، ودورهما في تسويق الكتاب، وشد انتباه القارئ، ومدى إثارة الدافعية لدى القراء. وقف نجيب بعد ذلك مع تجربة دارون وما قدمه كقارئ، وكباحث في الحياة، وما أنتجه من رؤى غير مسبوقة في الفكر الإنساني..ومنه إلى الأديبة العالمية البريطانية فرجينيا وولف، وما تطرحه للقارئ في العديد من كتبها، حيث وجد الزامل في قراءته لهذين الرمزين العالميين العديد من الإجابات، وتركت لديه الكثير من أسئلة القراءة، كما في كتاب البريطانية (غرفتي الخاصة) وما تركته من أثر في نفوس قرائها، لما تميزت به كتاباتها من خيال خلاق، ولغة جديدة، وفكرة رائدة، وأسلوب شيق. كما أخذ الزامل من الكاتب العالمي(جليليو) وما عكسه من أفكار على المستوى العالمي، وما أبطله فيما طرحه من وهم كان سائدا،كجاذبية الأشياء، مما جعل نجيب يفتش في أفكار أمثال هذا الكاتب عن الفكرة الجادة، والاكتشاف الجديد، والعقلية الباحثة، والتعامل الواعي مع الأشياء والموجودات الحياتية. وختم نجيب الحديث عن تجربته مع ابن جرير الطبري في كتابه(جامع البيان في تأويل آي القرآن) ومدى ما عكسه هذا الكتاب في تجربة نجيب من العودة إلى القراءة التأصيلية في تراثنا الإسلامي، وما عكسه من بالغ الأثر في علاقته بالكتاب العربي.. وما كتبه المستشرقون عن هذا الكتاب الذي شبهه الزامل بالعملة النادرة، ومنه إلى كتاب(أكثر الأشيا إضحاكا حصلت) لآيستاين برايس. أعقب تجربة الزامل العديد من الأسئلة والمداخلات،التي تقاطعت مع العديد من المحطات القرائية، التي استعرضها صاحب التجربة، وما واكبها من التعامل مع الكتاب المترجم خاصة، والكتاب كوعاء للتجربة القرائية بوجه عام.