قبل أن نزكم أنوفكم ونثقل عليكم بمشاهد نحن جميعا شركاء في تكوينها، بل نحن من يتأثر بسلبياتها تلك هي النفايات التي لانود مشاهدتها ولا اين تكون نهايتها كل مايهمنا ان نتخلص منها، فكل منزل يقدم يوميا مزيدا من المخلفات دون مراعاة لوضع بقايا الاطعمة التي غالبا ماتكون صالحة للاكل كما ان هناك بقايا الزجاج والمواد الحارقة والتي تحتاج ان توضع في اماكن مخصصة كالقوارير والاصباغ والآلات الحادة كما هو معمول به في اوربا وامريكا وغيرهما، ولذلك تعاني شركات النظافة من نتائج فوضى المخلفات، ولان مسؤولية البلديات والامانات لم تعمد لتوجيه المجتمع الى مراعاة توزيع المخلفات من خلال نشر كتيبات وملصقات عبر الندوت ووسائل الاعلام. "الرياض" زارت موقع نفايات ابها، حيث وجدت اكوام من المخلفات من المستشفيات والمصانع والمنازل والمطاعم وكل مايمكن التخلص منه تجمع وترمى في هذا المكان، وهناك عمالة مجهولة تراقب وصول الشاحنات والناقلات الصغيرة لاستخراج مايمكن الانتفاع به، وكانت مناظرهم مخيفة وملابسهم سوداء واعينهم تتسابق لما قد نحمله لهم معنا، وحاولنا تهدئتهم بغية الخروج بفائدة عن هذا العبث المخيف ولنسأل كيف يعملون وماهي عليه نتائج هذا الجهد المستمر من الصباح الباكر الى مغيب الشمس انهم فتية اضناهم التعب والروائح والأوساخ. يقول محمد صالح من اليمن إننا جئنا الى هذا المكان ولانطيق المكوث اكثر من شهرين لما نعانيه من المشاكل الصحية والاصابات والتعب المرير بحثا عن مايسد الرمق من بقايا اغذية تكون للتو قد وصلت اوما تقذف به المحلات التجارية كالبقالات والمطاعم من بعض الاغذية التي غالبا ما تكون منتهية الصلاحية. وأضاف نحن نحرص على فرز الكراتين والاوراق ونقوم بجمعها لبيعها على عملاء متخصصين في تجميع القطع الكرتونية والورقية، فنحن نبيع حمولة سيارة دينا بخمسه وسبعين ريالاً. وفي مكان آخر التقينا عبدالله حسين يماني افادنا بان عملهم جماعيا والفائدة تقسم بينهم،فكل ما يسقط في يدينا من اطعمة اومشروب لانحتاج استشارة فالجوع والظمأ يجعلنا نتذوق الشيء بأجمل مايمكن فنحن نحاول جمع مال للعودة لأهلنا بما حصلنا عليه. ويقول حسن محمد انتم تشاهدون مانقوم به من تجميع السكراب والاخشاب والكرتون ونبدأ في الفرز ونحن عبارة عن مجموعات كل مجموعة تشتغل بطريقتها، ونحصل على ادنى الاسعار في البيع وبعضنا لايتحمل الشغل فيعود الى اليمن، ثم لا يلبث ان يعود ويضيف نحن لانسرق ولانعتدي ولانتجاوز هذا المكان نبيع هنا ونعمل هنا وكذلك النوم في الجبال المحيطة. ويلاحظ ان هذا العمل وان كانوا يستفيدون منه بأي طريقة إلا انه امر يدعو للضجر وهو مصدر لامراض قد تكون معدية ونتائجها عليهم سلبية للغاية، ولو ان البلديات بدأت بطريقة الاستفادة من غاز الاحتراق المغلق مثلما هو في تركيا وبلغاريا وبعض الدول الشرقية التي تقوم بدفن النفايات في حاويات حديدية مغلقة وبها صمامات تحرق باليوريا وبعض المواد الكبريتية لمدة معينة لتتم الاستفادة منها لتوليد الطاقة في بعض القرى الصغيرة ان طريقة الكبس والدفن لها تأثيرات سلبية على البيئة والتي يعمل بها في كثير من مدن المملكة فهل لها آثار سلبية وماهي الطريقة المثلى للتخلص من النفايات سؤال يدور في فلك البلديات؟؟ سألنا الدكتور نايف العتيبي اخصائي باطنة عن الاضرار فقال اول التأثيرات التلوث البيئي وانتشار الامراض والالتهابات الصدرية امراض الحساسية واصابات الرئة الناتج عن استنشاق المود المحترقة وممايجب فعله لمن يعملون في هذا المجال استخدام الكمامات و الواقي لليدين والارجل تجنبا من ملامسة المواد الحارقة والفحص الدوري وتكلف الشركات بعمل شهادات وفحص مستمر.