لا ترمش له عين بتاتاً ولا يرف له جفن إطلاقاً ولا يغمض أو يشيح بوجهه البتة ذلكم الذي يحدق النظر بلا انقطاع منتصباً في حراسة محل تجاري تؤول ملكيته إلى إحدى المنظمات الخيرية، إنه الرادع الأساسي والزاجر الأكبر للسارقين والمارقين واللصوص. فضلاً عما تقدم، فهو لا يحتاج بأي حال من الأحوال لأن يأخذ قسطاً من الراحة أو أن يتناول وجبة للإفطار أو أن يلبي نداء الطبيعة. وعلى هذا فإن ظهوره مؤخراً على مداخل منافذ البيع القطاعي بمحلات ردكار يجيء إيذاناً باستخدام أحدث الأساليب في الحرب الضروس التي تدور رحاها بلا هوادة ضد الجريمة. أما هذا الذي نحن بصدده، فهو الشرطي الالكتروني الكرتوني. فقد أصبحت شرطة كليفلاند على قناعة بأن هذا "الضابط" المؤلف من وحدات مجمعة والمدجج بسلاحه الصغير المكون من دعامتين متطابقتين سوف يزجر النشالين المحتملين وسارقي المعروضات التجارية الذين يتظاهرون بالتسوق حيث يطلب من كل منهم أن يرعوي عما هو سادر فيه من غي وذلك بمجرد تذكيرهم بأنهم تحت المراقبة وقيد الرصد. ومع أن الفكرة قد تبدو في نظر البعض أتفه من أن تثير اهتماماً وقد لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به أو ثمن الورق المقوى (الكرتون) الذي طبعت عليه، فإن آخرين من العاملين في مجال مكافحة الجريمة في مختلف أرجاء البلاد يولونها الثقة ويعتقدون أنها تستحق عناء التطبيق والاستخدام. وفي هذا الخصوص تشير التقديرات إلى أن (13) وحدة من وحدات قوات الشرطة في إنجلترا وويلز قد استثمرت مبالغ طائلة في هذه الحراسة "الكرتونية". فقد أفادت شرطة وست ميدلاند بأنها طلبت توريد 80 وحدة بتكلفة معتبرة. وفي ديربيشاير تم إنفاق مبالغ كبيرة خلال عامين لإنتاج عدد معتبر من تلك الوحدات الكرتونية المصنعة من الورق المقوى المعد للتفصيل والقطع والتلوين. أما شرطة إسكس فقد أفادت أيضاً بأنها أنفقت بعض المبالغ المالية لذات الغرض وذلك لنشر تلك الوحدات وتوزيعها على محطات الوقود للحيلولة دون هروب أصحاب السيارات وانطلاقهم مسرعين من غير أن يدفعوا قيمة الوقود وأيضاً في المحلات التجارية لإحباط محاولات سرقة المعروضات التجارية. وتخطط بعض القوى لاسترداد المبالغ التي أنفقتها من المحلات التجارية المستفيدة من تلك الوحدات إلا أنه من غير المعلوم ما إذا تم أم لم يتم استرداد أي مبالغ. فالأمل معقود بكل حال في أن تصيب تلك الوحدات نجاحاً أكثر مما أحرزه مشروع رائد في هذا المجال هو الحاسب الآلي بوب مولوي الذي استمد أحقيته من خلال تخفيض معدلات السرقة في مدينة بلبر التي تعد السوق التجاري لمقاطعة ديربيشاير، حيث استمر ذلك الحاسب في أداء المهام المنوطة به في مكافحة السرقة إلى أن أقدم أحدهم على سرقته.