أتاح القرار الحكيم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء فرصة كبيرة للمواطنين بكل أطيافهم للتعبير عن تقديرهم وتثمينهم الكبير لحكمة خادم الحرمين الشريفين وبعد نظره وصواب رأيه في هذا القرار الحكيم والاختيار المناسب الذي أجمعت الأمة على أنه وضع الرجل المناسب في المكان المناسب حقاً لأن سموه خريج مدرسة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - تلك المدرسة العريقة التي مازالت تخرج أجيالاً من القادة الأفذاذ، كما أتاح صدور هذا القرار أيضاً للمواطنين التعبير عن حبهم وتقديرهم لأميرهم المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وقد عبروا عن هذا التقدير بصور شتى من التهنئة سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو القبائل والعشائر والأسر، كما حفلت صفحات الجرائد والمجلات وأوعية النشر المختلفة بكتابات عدد من المفكرين والإعلاميين والشخصيات الاعتبارية، فكانت فرصة للحديث عن إنجازات سموه الكريم وبخاصة في المجال الأمني الذي قاد مسيرته الموفقة بكل اقتدار وحكمة وخبرة ودراية وحنكة فتحقق بفضل الله ثم بفضل جهوده وجهود رجاله المخلصين الأوفياء من حوله أمن هذه البلاد واستقرارها وتلك نعمة من أجل النعم التي أنعم الله بها على بلادنا الغالية بيد أنني في هذه المقالة أريد أن أتحدث عن جانب مهم من جوانب شخصية سموه الكريم جانب لا أدعي أنني أول من تحدث عنه، فقد سبقني إلى ذلك غير واحد ممن كتبوا عن الجانب الإنساني من شخصية سموه.. وأنا وفي إطار هذا الجانب الإنساني نفسه لفتني مايعد في نظري قمة الإنسانية حين نتحدث عن الجانب الإنساني في تعامل سموه الكريم مع أصحاب الفكر المتطرف ممن روعوا البلاد والعباد بعملياتهم المسلحة. وقد تجلت إنسانية سموه في معالجة ملف تلك الفئة بالموضوعية والحكمة والتروي، وأدرك بحكمته وسعة أفقه وعمق تجربته أن المعالجة والإصلاح والتقويم يجب أن يتصل بالأسباب قبل أن يتصل بنتائجها، وهو تصحيح المفاهيم والأفكار التي تعتقدها تلك الفئة والتي انحرفت بها عن الجادة وقادتها إلى مثل هذه الروح العدائية والمواجهة المسلحة.. وكان هذا إدراكاً مبكراً من سموه الكريم إلى أهمية الالتفات بجدية إلى موضوع الأمن الفكري في التعليم بكل مستوياته والإعلام بكل أطيافه والمؤسسات الفكرية والثقافية. أما الجانب الإنساني في معالجة سموه للمتورطين في مثل هذه القضايا فقد تجلى حين أمر بمناصحتهم من قبل العلماء والمتخصصين لتقويم ما انحرف واعوج من فكرهم، بل إنه أمر - حفظه الله - بمراعاة ظروف أسرهم وبحث أحوالهم المعيشية وتقديم العون المساعدة لهم حتى تم تخصيص مرتبات ثانية لكثير من أسرهم، ويتجلى الجانب الإنساني بصورة أكبر حين نعلم بأن سموه أمر بتقديم المساعدة بكل صورها لمن هداه الله من أفراد تلك الفئة فعاد إلى الحق والصواب، فأمر بتقديم العون المادي لهم وهيأ لهم أسباب العيش الكريم من السكن ومستلزماته، بل إنه - حفظه الله - أمر بإعانتهم على الزواج وتوفير كل وسائل الاستقرار الاجتماعي والنفسي والمعيشي لهم. فقد كان هذا هو أسلوب تعامله مع من ناصبوا البلاد والعباد العداء بأن أرجعهم بحكمته وبعد نظره إلى الجادة والصواب (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). ٭ جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن