أشعلت وفاة مواطن في العقد الرابع من عمره بمدينة سيهات أزمة بين أهل المتوفى وبين احد المستوصفات الصحية بسيهات (تحتفظ الجريدة باسمة) حيث ذكروا ل «الرياض» ان ما تعرض له المتوفى من إهمال في قسم الطوارئ تسبب وبشكل كبير في تدهور حالة المريض لينتقل لجوار ربه. وكانت المنية قد وافت الشاب فهمي الشويخات بعد ان تعرض لأزمة صحية سببت له ضيقا في التنفس في وقت متأخر من الليل مما حذا بزوجته لطلب المساعدة من جارهم الذي نقل المصاب في مدة لم تتجاوز خمس دقائق للمستوصف ولكنه بقي في المستوصف لمدة 25 دقيقة دون ان يتم تشخيص حالته وذلك لافتقاد المستوصف لأطباء متخصصين في إسعاف الحالات الطارئة. وينفي جار المتوفى حسين البرهان ما ذكره مدير المستوصف بأن المريض كان قد فارق الحياة قبل قدومه للمستوصف وذلك انه دخل له وهو يمشي على رجليه وذلك لعدم وجود أي كرسي او سرير بالقرب من بوابة الطوارئ. وأكد البرهان ان المتوفى كان يتحدث معه في السيارة ويطلب منه الإسراع وذلك بسبب ما يعانيه من ضيق في النفس. ويذكر «للأسف لم يتم إسعافه بشكل سريع حيث ان الطبيب المناوب كان مجرد طبيب عام وليس متخصصا في الطوارئ مما أضاع علينا الكثير من الوقت كان من الأجدر ان نستفيد منه بنقل المريض لمستشفى آخر لديه من التجهيزات ما يشفع له بحمل مسمى قسم طوارئ». ويضيف «بعد ضياع 25 دقيقه قرر الدكتور نقل المريض بسيارة الإسعاف الواقفة بالقرب من المستوصف ولكن كانت المفاجأة بعدم وجود سائق مما جعلني اضطر لحمل المريض ونقله لسيارتي مرة أخرى بهدف الانتقال لمستشفى أخر ، ولكن الوقت لم يسعفني وذلك انه لفظ أنفاسه الأخيرة ونحن في منتصف الطريق». ويوضح فتحي الشويخات (شقيق المتوفى) انهم بصدد رفع شكوى للصحة لإيضاح ما تعاني منه الكثير من المستوصفات والتي تفقد الكثير من الاحتياجات خصوصا في أقسام الطوارئ مضيفا «ليس هدفنا من الشكوى المطالبة بتعويض مادي لأن الملايين لا تساوي إصبع شقيقي المتوفى ، ولكن هدفنا هو المطالبة بتشديد الرقابة على المستوصفات التي تهدف للربح فقط دون النظر لخطورة ما يمكن ان يحدث للكثير من الأشخاص الذين يرميهم قدرهم للدخول عليهم بسبب لوحة مكتوب عليها (الطوارئ) ليفاجأوا بعد ذلك بأنهم في المكان الخاطئ لعدم توفر التجهيزات اللازمة». ويطالب علي الحكيم (قريب المتوفى) بإغلاق جميع أقسام الطوارئ في المستوصفات والمستشفيات الخاصة التي لا تمتلك التجهيزات اللازمة لاستقبال الحالات الخطرة وذلك حتى يستفيد المريض من كل دقيقة بدل إضاعتها داخل أشباه المستشفيات والتي فتحت من اجل ربح سريع يدخل من خلال عيادات متنوعة. ويطالب بضرورة توفير مستشفى لمدينة سيهات التي تكتظ بنسبة كبيرة من السكان وتفتقد منذ سنوات طويلة لمستشفى قد يريحهم من عناء التنقل لمستشفيات مجاورة قد لا يسعفهم الوقت للوصول لها كما حدث مع الشاب فهمي الشويخات ومع العديد ممن راحوا ضحية ازدحام في الطريق منع من وصولهم.ويتساءل الحكيم «متى سنشاهد تحركا من رجال أعمال ومثقفي مدينة سيهات إضافة لرجال الدين للتكاتف على إنشاء مستشفى يخدم هذه المدينة التي فقدت الكثير بسبب إهمال المستوصفات والمستشفيات الخاصة».