لقد بدأت ثورة في اطلاق العديد من المشاريع في التعاملات الإلكترونية ولنقل ان بعض القطاعات الحكومية والاهلية قد وصلت مرحلة متقدمة في تقديم خدمات الكترونية للمواطنين والمقيمين على الرغم من بعض الجهات مازالت تتحرك بخطوات بطيئة ومتعثرة. ولنقل ان هناك الكثير من الجهات التي نشرت مواقعها على شبكة الانترنت وهذا يعتبر جيداً ولكن هل هناك فعلاً خدمات الكترونية . للأسف اشك في ذلك وذلك لعدة اسباب منها انها خدمة توفر معلومة الكترونية اكثر منها خدمة الكترونية ولنفرق بين هذه وتلك. توفر معلومة الكترونية هي تسهيل المعلومة للحصول عليها عن طريق تقنيات الاتصالات الرقمية مثل معرفة المخالفات المرورية التي سجلت على هويتك او الاستفسار عن أي معلومات أخرى. أما بالنسبة للخدمة الالكترونية فانها تقوم على خدمة المواطن والمقيم وذلك بتسهيل جميع التعاملات التي يقوم بها من خلال اكثر من وسيلة وعدم الحاجة للحضور وتعبئة تلك المعلومات التي من المفترض ان تكون موجودة مسبقاً في النظام. انني استغرب من تلك الدائرة الحكومية التي طلبت مني تعبئة العديد من النماذج والاستمارات وكان معظمها معلومات شخصية وعنوان السكن وارقام الاتصال وكمية ضخمة من التعهدات توقع عليها والتي اعتبرها غير مجدية من الناحية القانونية والاخلاقية وذلك لان هذه الاوراق اصبحت روتيناً اكثر منها التزاماً . وزد على ذلك رداءة التصوير في تلك الاوراق, والاغرب من ذلك انني عندما واجهت الموظف المسؤول وشرحت له ان هذا المعلومات موجودة مسبقا عندكم . رد بسخرية "ماعلينا من السابق هذا طلب جديد" , وللاسف تجد كمية كبيرة من الملفات والاوراق المكدسة على مكاتب الموظفين رغم وجود احدث الكمبيوترات . وعند سؤالي احد الموظفين عن وجود الخدمات الالكترونية في هذا المصلحة , رد بكل حماس نعم لدينا خدمات ألا ترى هذه الاجهزة الحديثة ؟ الم ترَ موقعنا على شبكة الانترنت ؟ وعندما امعنت النظر وجدت مجموعة من الاوراق تؤخذ وتدخل مرة اخرى للجهاز والغريب في الامر اين تذهب هذه المعلومات لماذا يطلبون مني مرة اخرى نفس المعلومات , ولاننسى موقعهم على الانترنت يوجد به الكثير من الاستمارات القابلة للطباعة لأجل اغراض كثيرة والمعلومات هي نفسها , ايضا لاننسى ذلك التصميم البراق لهذا الموقع وذلك الشعار الذي اتوقع انه كلفهم آلاف الريالات . واذا مارجعنا للهدف الرئيسي الذي تسعى الحكومة الالكترونية او بمعنى اصح "التعاملات الإلكترونية الحكومية" لتحقيقه هو الانطلاق بالخدمات الحكومية والخروج بها من نطاقها الجغرافي وإمكاناتها البشرية المحدودة وتوصيلها للمستفيدين، في أماكن تواجدهم في المدن والقرى في وقت قياسي، وعلى مدارالساعة . وسؤالي لتلك الجهات التي تقدم خدماتها بصفة مباشرة ويومية للمواطنين.لماذا تلك الاوراق المكدسة ؟ لماذا تلك الاوراق التي تملأ باستمرار رغم انها مكررة ولا جدوى منها!! وللتأكيد من المفترض ان الجهة الحكومية او الخاصة من الممكن انت تطلب المعلومات التي تريدها إلكترونياً وبشكل آمن وبشكل مقنن وغير مكرر وقابل للتحديث ! فالمعلومات الشخصية كالاسم والسجل المدني وتاريخ الميلاد والجنسية ... غير قابلة للتغيير فتخزن مرة واحدة ولا داعي لإعادة كتابتها في كل مرة تريد طلب خدمة او التسجيل في اي جهة ما . وعلى النقيض العنوان وارقام الاتصال فانها من المفترض أن يكون لها ملف قابل للتحديث من قبل صاحب الطلب . ومن هنا حتى نهاية عام 2010 م على امل ان نتمكن من رؤية خدمات الكترونية حكومية حقيقية متميزة تخدم الجميع وتوفر الوقت والجهد على مقدم الخدمة والمستفيد.