وجَّه والد لاعب الكاراتيه بنادي الهلال فيصل الحربي الذي توفي إثر حادث مروري مروِّع أثناء عودته من الرياض إلى الدمام بعد مشاركته في بطولة النخبة للأندية السعودية، وتحقيقه المركز الأول شكره وتقديره لرئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي حرص على مواساة عائلته، والاتصال اليومي بوالده سالم ضيف الله الحربي؛ مؤكداً اهتمامه باللاعب والوقوف إلى جانبه، ولولا انشغاله بتحضيرات نهائي الدوري لحضر إلى الدمام، وقدم العزاء لأسرته بنفسه، وكانت "الرياض" زارت منزل المرحوم بإذن الله فيصل الحربي، وقدمت لأسرته واجب العزاء. والد اللاعب سالم ضيف الله الحربي، الذي رحَّب ب"الرياض" وشكر لها اهتمامها، وثمَّن موقفها قال: "ما حدث أمرٌ مقدَّر، ومكتوب من رب العالمين، ولا اعتراض على قضاء الله، ونحتسبه في جنة الخلد، ولا نملك إلا الدعاء، والاستغفار لابننا فيصل، الذي كان مثالا للأخلاق في حياته الأسرية، والرياضية، والعمليه، وهذه شهادة جميع من عاشروه، وتعاملوا معه، وقد جاء ذلك على لسان كل من جاء لتقديم العزاء". وعن موقف إدارة الهلال قال: "رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد لم يقصِّر، وكان على اتصال دائم ويومي معنا؛ يسأل عن أسرة الفقيد، وعن أحوالنا، وهذا العمل محلُّ تقديرنا؛ لأننا نعرف مشاغله، والهلاليون لا يمكن أن ينسوا أبناءهم اللاعبين، الذين خدموا النادي بتكريمهم التكريم اللائق بهم؛ كما فعلوا مع اللاعبَين الراحلين سعد الدوسري، وتركي المصيليخ، وغيرهم من نجوم الهلال، وابني فيصل خدم الهلال، وودَّع الحياة بعد أنْ رجع من تمثيل فريقه، وحقق له بطولة النخبة إلى جانب شقيقه. وحول تأثير وفاة فيصل على استمرار شقيقه ثامر مع الهلال قال: "الموت سنة الحياة، ولا يعني وفاة فيصل أن نمنع استمرار شقيقه ثامر مع الهلال؛ فنحن مسلمون راضون بقضاء الله، وفيصل هذا يومه؛ سواء كان في الهلال أو في منزله؛ فالموت لا يعرف مكاناً محدداً، وإذا جاء الأجل المحتوم فلا رادّ لقضاء الله، وثامر سوف يستمر في خدمة الهلال من خلال لعبته المحببة، وهو صاحب إنجازات، وسيواصل معه حصد البطولات". وشكر في نهاية حديثه د.إبراهيم القناص رئيس الاتحاد السعودي للكاراتيه على اهتمامه الشخصي باللاعب، وحضوره لتقديم العزاء، وقال: "هذا الموقف لا يمكن أنْ أنساه، وإنْ دل ذلك على شيء؛ فإنما يدل على اهتمامه بأبنائه اللاعبين، والوقوف إلى جانبهم في السراء والضراء، وكان حضوره قد خفف من مصابنا الجلل". شقيقه ثامر الذي يلعب معه في الهلال، وكان مرافقا له أثناء الحادث، سألته عن آخر أعمال فيصل، وآخر كلماته قبل الحادث المؤلم فأجاب: "كان رحمه الله يضحك معي، ومع المدرب محمد عبدالقوي أثناء الطريق، وكانوا يخططون لتحقيق إنجاز جديد للمنتخب السعودي في مشاركاته المقبلة؛ كما كان كثير الاستغفار، ولعلَّ إمامته لنا لصلاة العشاء كانت آخر أعماله". واعتبر ثامر شقيقه المثل الأعلى له في اللعبة، وقال: "هو من حببني فيها، وسجلني في الهلال، وأدين له بالفضل الكبير بعد الله؛ لأنه ساهم في بروزي، وتحقيقي للعديد من الألقاب، ولعل بطولة النخبة كانت آخر انجازاتنا سويا للهلال". وأضاف: "فيصل لم يكن شقيقي فقط؛ بل كان مدربي، الذي لم يبخل على تطويري إلى هذه المكانة في لعبة الكاراتيه، ووصلت إلى تمثيل المنتخبات السعودية، وساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات الإقليمية والقارية".