أحد عشر ألف موظف وموظفة من وزارة التربية والتعليم يحملون هماً واحداً، و يعيشون على أمل واحد، وهو تحسين وضعهم الوظيفي الذي تجمد منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، بعد أن رفعوا شكواهم الى كل الجهات المسؤولة ولكن معاناتهم استعصت عن الحل بين الوزارات الثلاث (المالية، والخدمة المدنية، والتربية والتعليم)، وبقيت وظائفهم ورواتبهم كما هي دون تغيير. معاناة مستمرة يقول الموظف فهد المطيري أنا من موظفي وزارة التربية والتعليم الذين تم وضعهم على نظام الساعات لمدة عامين، ثم تم تثبيتنا بالقرار رقم 588/8 وتاريخ 3/29/ 1429ه، على المراتب نفسها دون النظر إلى مؤهلاتنا العلمية وعدم احتساب خدمة سنتين على نظام الساعات على أن يتم تحسين وضعنا مستقبلاً ، الأمر الذي لم يتم حتى الآن، فقبل سنتين أصدرت وزارة التربية والتعليم تعميماً يخص تحسين موظفي نظام الساعات والمرشحين من وزارة الخدمة المدنية على وظائف أقل من مؤهلاتهم والموظفين الحاصلين على مؤهلات وهم على رأس العمل ووضعهم على مراتبهم المستحقة حسب أنظمة الخدمة المدنية أسوةً بزملائهم موظفي بند الأجور والمستخدمين ففرحنا وبدأنا نأمل بالاستقرار الوظيفي والأسري، ولكن بعد حصر جميع الموظفين من جميع الإدارات التعليمية رفضت وزارة الخدمة المدنية تحسين وضعنا لأسباب غير منطقية. من جانبه يقول الموظف خالد محمد العقيلي انني مازلت على المرتبة الرابعة منذ عام 1422ه حتى اليوم، و كنت قد وظفت بشهادة الثانوية التجارية (محاسبة ) والآن وفق نظام الخدمة المدنية ينبغي ان تكون مرتبتي المستحقة هي السابعة، ومع ذلك "مازلت مكاني" براتب لايتجاوز 5000 ريال يخصم منه قسط شهري في حدود الثلث وحالتي الآن يرثى لها خاصة مع غلاء المعيشة و تراكم الديون وطلبي هو مثل طلب أي موظف يطالب باعطائه حقه الوظيفي مرتبة مستحقة فقط لاغير. ويبادرنا الموظف عبدالله العسكر قائلا اعطوا كل ذي حق حقه فأنا موظف تم تثبيتي على المرتبة الثالثة منذ اكثر من عشر سنوات، ولم يتم احتساب حتى السنتين التي عملت عليها بنظام الساعات سابقا ولم يتم احتساب الشهادات العلمية التي حصلت عليها، حيث انني حاصل على الثانوية العامة وحاسب آلي ودورات معهد الادارة العامة المصنفة لدى وزارة الخدمه المدنية على المرتبة الخامسة، إني أطالب بتحسين مراتبنا الوظيفية التي كفلها لنا النظام وتحسين اوضاعنا الوظيفية وفق المعايير التي تم بموجبها تثبيت العمال والمستخدمين وذلك تحقيقاً للعدالة المنشودة، انني أعاني من ظروف مادية قاسية وصراعا شهرياً لتأمين لقمة العيش المعقولة لأبنائي فلماذا اعاقب وانا لم اطالب الا بما استحق. أين الحلول العادلة؟ وقال عبد الرحمن الحزيمي الموظف بوزارة التربية والتعليم والحاصل على شهادة البكالوريوس وشهادة إدخال البيانات ومعالجة النصوص إنني" اعمل منذ عشر سنوات ومازلت على المرتبة الرابعة والمرتبة المستحقة هي السابعة على أقل تقدير ولازلت أنتظر الفرج القريب بتحسين مراتبنا على حسب مؤهلاتنا، حيث أننا نواجه صعوبات الحياة ونبحث عن الاستقرار الوظيفي والمعنوي والمادي، وهي ابسط الحقوق التي ننادي بها بحكم خبرتنا التي تصل إلى أكثر من عشر سنوات وشهاداتنا العليا فمنا حملة الماجستير والجامعة التي لم تصنف، فلا يقبل المنطق أن يجلس الحاصل على الشهادات الجامعية وما فوق الجامعية على المراتب الدنيا من السلم العام في حين يتربع الحاصل على شهادة الكفاءة والابتدائية على المراتب العليا. مجتهد رغم الإعاقة من جهته يخبرنا الموظف غازي العتيبي (معاق حركيا) عن مشكلته قائلا:أنا موظف ولي حقوق مثل سائر الموظفين سواء من ذوي الإعاقة أوغيرهم ولقد تعينت على المرتبة الثانية عام 1420ه مع العلم أنني احمل الشهادة الثانوية وشهادة الحاسب الآلي وشهادة إتمام برنامج التطبيقات المكتبية والسكرتارية وتسع دورات بمعهد الإدارة العامة ولم أعط حقي في التعيين المناسب حتى الآن، ويضيف العتيبي: انا لا اطلب سوى مساواتي بمن تم تحسين مستوياتهم حسب مؤهلاتهم فهذا من حقي ولا اطلب أكثر من حقي، و لطالما قرأت عن حقوق المعاق واهتمام المسئولين بنا لكنني على ارض الواقع لم أرَ سوى المقالات والندوات بغير فعل! قصة خاصة! أما الموظف ناصر الشهري فله قصة خاصة يحكيها قائلا: أنا موظف جامعي متخرج من كلية العلوم الإدارية تخصص إدارة عامة .. وبعد سنة من البطالة كان حظي أحسن من غيري ووجدت وظيفة على بند الأجور تتبع إدارة التعليم وفعلا عملت لمدة ثلاث سنوات إلى أن جاء ذلك "اليوم الأسود" بالنسبة لي حيث ورد اسمي في الترشيح من ديوان الخدمة المدنية على المرتبة السادسة في وزارة التربية والتعليم بالرياض طبعا استقلت من البند وسافرت من الغربية للعاصمة الرياض وبقيت في الرياض تقريبا سبع سنوات ... وعند عودتي إلى الغربية وجدت المفاجأة التي أذهلتني حيث وجدت أن زملائي الذين كانوا على بند العمال والمستخدمين وهم بالثانوية العامة قد ثبتوا على السادسة وبعضهم السابعة والبعض الثامنة كل حسب خدمته ... والذي "قصم ظهري" أن زميلي الذي كنت أنا وهو على بند الأجور في إدارة التعليم قد تم تثبيته على المرتبة التاسعة..