تعد المباراة النهائية التي ستجمع مساء اليوم بين المتصدر الاتحاد ووصيفه الهلال نتاجاً طبيعياً لأداء أفضل فريقين في الدوري ..فمنذ الجولة الأولى والفريقان يقدمان نفسيهما كأفضل المرشحين للعب أدوار بطولية في المسابقة، وصدقت توقعات المراقبين الفنيين في جميع النواحي التي ساهمت في وصولهما للنهائي. الاتحاد والهلال يضمان أكثر من 12 لاعباً دولياً إلى جانب ثمانية لاعبين أجانب وهذا يجعلنا نتوقع مباراة من طراز رفيع وفيما يلي قراءة فنية للفريقين الاتحاد: تتحكم حسابات الملعب وظروف المنافسات وتعدد المسابقات في أحيان كثيرة بطريقة اللعب وأسلوب التنفيذ أثناء المباريات وأثناء التنافس على جمع النقاط أو الفوز بأحد الألقاب وأصبحت هذه القرارات الفنية من الأمور الطبيعية والمألوفة لدى الجمهور فمن الممكن أن ترى الفريق الذي اعتاد على طريقة اللعب 4-4-2 أن يلجأ إلى طريقة اللعب 4-5-1 أو غيرها من الطرق التي تضمن التأمين الخلفي وعدم المجازفة والحقيقة أن الفريق الاتحادي كسر هذه القاعدة واستطاع أن يلعب جميع مباريات الموسم المحلية والخارجية بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب للتنفيذ ولم يسبق أن شاهدنا الفريق يلجأ إلى الطرق الدفاعية أو يلعب برأس حربة واحد أو يتراجع لمنتصف الملعب ويعتمد المرتدات، وما يحدث للفريق يعتبر خلاصة للانسجام والتفاهم وتعدد الخيارات دفاعاً وهجوماً بقيادة محمد نور وتماسك الخط الخلفي وفاعلية ومرونة تحركات ريناتو وحديد ومن يتابع المراحل التي من خلالها استطاع الفريق تسجيل الأهداف يدرك أنها لا تعترف بالعشوائية ولا تعتمد على الأسماء أو المراكز خصوصاً إذا توغل نور وتقدم الصقرى وتبادل كل من بوشروان وهزازي المواقع والأدوار. الهلال: يتعامل الفريق الهلالي مع كل الفرق التي يلعب أمامها بثقافة البطل وثقافة الطموح المفتوح والمتطلع لجمع البطولات وحصد الألقاب ولا شك أن هذه الثقافة أو هذا الشعور الذي يسيطر على كل لاعب هلالي يساعد أي جهاز فني على تعدد الخيارات وطرح الأفكار وتنفيذ أي طريقة أو أسلوب للعب ولقد تحدثنا في عدة مناسبات سابقة على أن الفريق ومنذ أكثر من موسم وهو يلعب بطريقة 4-5-1 بالشكل الذي يسمح لجميع الخطوط بالمشاركة والمساهمة بكل النواحي الهجومية والدفاعية وليس هناك أدل على هذا الوصف من قلة الأهداف التي استقبلتها شباك الدعيع وعدد الأهداف التي شارك الجميع بتسجيلها بما فيهم الظهيرين نامي والزوري والحقيقة أن الفريق وهو يملك نخبة من أفضل اللاعبين الأجانب والمحليين يقدم أداء ممتعا ومتناسقا ما بين القوة الموجودة في خط الدفاع بقيادة أسامة والمرشدي وما بين الفكر والهدوء والمكر والفن الموجود في التايب وعزيز ورادوي وسول وويلي هامسون ومن أمامهم الهداف ياسر القحطاني. كيف تفكر الأجهزة الفنية بالفريقين؟ 1-اتضح من خلال المباراة الأخيرة لفريق الهلال ضمن دوري المحترفين الآسيوي أن مدرب الفريق ليكنز مقتنع بالتشكيلة والطريقة التي وجد الفريق يلعب بها من قبل إلا أنه أضاف بعض اللمسات المهمة خصوصاً فيما يتعلق بتمركز سول وويلي على أطراف الملعب أثناء الهجمة. 2-لم يغامر الجهاز الفني بفريق الاتحاد باللاعبين الأساسين أمام الجزيرة الإماراتي ولاشك أن في هذا الإجراء إشارة واضحة للاستيعاب الدرس السابق في نهائي الموسم الماضي. 3-حسابات الفرص لن تمنع الاتحاد من المبادرة بالضغط والتسجيل حتى تزيد أعباء الفريق الهلالي في المباراة. 4-لن يجازف مدرب الهلال بالضغط على الاتحاد في ملعبه خصوصاً والفريق يمر بعدة أخطاء وثغرات وإصابات حدثت في المباريات الأخيرة. 5-إذا استمر ويلهامسون وسول بفتح الملعب فهي فرصة كبيرة ومثالية لفريق الاتحاد بامتلاك الوسط وصنع الفرص. 6-لن يغفل ليكنز أو كالديرون تجهيز الدعيع ومبروك بشكل خاص فكلا الفريقين يملكان القدرة على التسديد والتسجيل من الألعاب الثابتة. 7-عندما تتباعد الخطوط ولا يتقارب اللاعبون تحدث الأخطاء بالتمرير وينكشف المرمى وهذا ما حدث للهلال في المباراة الأخيرة أمام الأهلي الإماراتي. 8-للعامل النفسي والإعداد اللياقي أدوار مهمة وحاسمة في اللقاء النهائي وبكل تأكيد أن هذه المسؤولية لن تكون على الأجهزة الفنية والإدارية فقط خصوصاً والاتحاد والهلال يملكان من النجوم والخبرة ما يكفي للفوز بالمباراة.