دعت دراسة سعودية حديثة إلى تفعيل النظرة الإيجابية للعلم والمعرفة من خلال العمل على توعية المجتمع بواجبه الديني تجاه التعليم، ودعوته للإسهام في تمويله. وقال تقرير صادر عن مركز رؤية للدراسات الاجتماعية اعتمد على رسالة للباحث سعد سعيد جابر الفاعي بعنوان» النموذج الإسلامي لتمويل التعليم - من القرن الأول الهجري حتى القرن العاشر الهجري»: إن الدراسة استهدفت الوقوف على العوامل المؤثرة في تمويل التعليم في النموذج الإسلامي، والتعرف إلى مصادر هذا التمويل، وأوجه الإنفاق عليه وميزانيته، ومن ثم التوصل إلى إمكانية الاستفادة من مصادر هذا التمويل الإسلامي في تمويل التعليم الحاضر أو المستقبلي. وجاءت توصيات الدراسة لتشير إلى حقيقة تأثير الاختلاف على أخذ الأجر عن التعليم في النموذج الإسلامي لتمويل التعليم ودفعه للعمل التطوعي، ولفتت التوصيات إلى أن العلماء والمعلمين شكلوا أحد مصادر تمويل التعليم في النموذج الإسلامي، ويمكن الاستفادة من هذا المصدر في تعليمنا المعاصر بعدة طرائق، ومنها تخصيص كراسي علمية في الجامعات والكليات لبعض العلماء المبرزين الذين لديهم الاستعداد للعمل التطوعي، كما يمكن إسهام المعلمين في بعض البرامج المدرسية مثل برنامج الأب المدرسي الذي تقوم فكرته على تبني بعض المعلمين لبعض الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة والإنفاق عليهم، وتوفير متطلباتهم الدراسية، كما يمكن الاستفادة من المعلمين في الإسهام في تمويل المكتبة ووقف الكتب عليها، وكذلك قيامهم بتقديم دروس تقوية مجانية لبعض الطلبة المتأخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما يمكن الاستفادة من الطلبة كأحد مصادر التمويل وفق وجوه عديدة إذ يمكن الاستفادة منهم من خلال قيامهم بإنتاج بعض الأعمال الحرفية والفنية وتسويق هذه المنتجات في معارض خاصة بالمدرسة وتحصيل ذلك لصالح المدرسة ومكافآت الطلاب، كما يمكن الاستفادة من الطلاب في تزويد المجتمع المدرسي بالوسائل التعليمية اللازمة له من خلال ورش العمل، مما يحقق تمويلاً للمدرسة، كما يمكن الاستفادة من جهود الطلاب في مساعدة زملائهم من الطلاب المعسرين وذوي الفاقة.