إريك كلابتون فنان مرهف الإحساس، يملك حساً عالياً من الحيوية الموسيقية، وهو ما يجعله اسماً سريعاً يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الفنان الحقيقي الذي يتفاعل مع حياته عبر إبداعاته الفنية، وهو واقع هذه الأغنية التي كتبتها "كلابتون" بالتعاون مع "ويل جينينقز"، إثر مقتل ابنه "كونور" ذي الأعوام الأربعة، بعد سقوطه من نافذة شقة في الدور الثالث والخمسين بإحدى البنايات السكنية في مدينة نيويورك كانت تملكها صديقة أمه الممثلة الإيطالية "لوري دل سانتو"، وهو ما كان حدثاً مأساوياً بكل معنى الكلمة، أثر بشكل كبير على الصعيد النفسي لكلابتون، ما أصابه بالذهول والانهيار عدة شهور لاحقة، ليفرغ مشاعره التي تحملها قلبه المفجوع في قصيدة، أصبحت فيما بعد أحد أشهر أعماله الغنائية بالتوازي مع أعماله الأخرى مثل "كوكاين"، "ليلى" وغيرها، محققة المركز الثاني في قائمة البيلبورد لأفضل مائة أغنية منفردة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أنها ظلت ولمدة ثلاثة أسابيع متوالية متربعة على عرش تصنيف قائمة الأعمال المعاصرة للبالغين الأمريكيين عام 1992م، وهو ما دفعها لاحقاً لحوز ثلاث جوائز غرامي عام 1993م، كأغنية العام، وتسجيل العام، وأفضل صوت رجالي عن فئة البوب، وحصل أيضاً على ثلاث أخرى عن ألبومه "بدون قابس كهربائي – أنبلقد"، الذي قدم فيه الأغنية أيضاً. في أحد تصريحاته الصحفية لاحقاً، قال "ويل جينينقز" بأنه كلف هو كلابتون بكتابة أغنية لفيلم "زحام" من إخراج ليلي زانوك عن رواية للأمريكية كيم وزنكرافت نشرت عام 1991م، وفعلاً قاما بكتابة أغنية "انتشلني" من أجل تحريرها لنهاية الفيلم، ثم اقترح "كلابتون" أن يضيف أغنية أخرى يرى أنها مناسبة لأحد مقاطع الفيلم. كلابتون برر رؤيته بقوله "أود أن أكتب أغنية عن ابني"، وكان قد سبق أن كتب مطلعاً لقصيدة يتحدث فيها عنه، "جينينقز" اعتذر عن العمل مع كلابتون في هذه الأغنية بسبب خصوصيتها الشديدة وحساسيتها بالنسبة لكلابتون، لكن كلابتون أصر ممتدحاً التعاون بين "جينينقز" مع "ستيف وينوود" في أعمال اشتركا فيها، وهو ما دفعه للموافقة، قائلاً بأنها العمل الأكثر شخصية وحزناً له ما جعلها فريدة من بين الأعمال التي عكف على كتابتها. في حفلة عام 2004م، لم يغنِ كلابتون "دموع في السماء" أو "عينا أبي"، التي كانت ضمن أعمال أخرى تعتبر توقيعاً يفتتح أو يختتم به حفلاته، وهو ما استمر لاحقاً في عدد من الحفلات الحية، الأمر الذي برره قائلاً "لم أعد أشعر بالخسارة كما كنت أفعل من قبل، وهو أمر جدي، يجب أن أكون متصلاً بشكل حقيقي مع مشاعري التي كتبت بها العمل آنذاك". أعيد تسجيل هذه الأغنية وتوزيعها من قبل عدد كبير من فناني الجاز والبلوز، كما تم تسجيل نسخة شهيرة عام 2004م، اشترك فيها عدد كبير من الفنانين منهم إلتون جون، جوش قوربان، ستيف تايلور، وأوزي أوزبورن لجمع تبرعات مالية لضحايا إعصار تسونامي ذلك العام.