أنهى الرئيس الأمريكي باراك أوباما جولته الأوروبية بعد أن شارك بمؤتمري لندن للدول الصناعية والغنية ال 20 وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وزار العراق يوم الثلاثاء بعد أنقرة. ووصف مراقبو السياسة الأمريكية والأوروبية أوباما مثل (اليتيم على مائدة اللئيم) حسب تعبير مسؤول شؤون ملف العلاقات الألمانية الأمريكية في وزارة الخارجية الألمانية كارستن فوجت من خلال ندوة دعا إليها رئاسة الحزب الديموقراطي الاشتراكي ببرلين مساء اول أمس الثلاثاء. فأوباما كما يقول كارستن جاء إلى أوروبا وألقى خطابات عاطفية لكسب شعبية لدى الشباب الأوروبي طالب من خلالها بخلو العالم من السلاح النووي وإلغاء سياسة سباق التسلح ودعا الأوروبيين للتعاون بشكل مطلق مع بلاده لحاجة بلاده للأوروبيين وبالتالي لإبقاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) قويا ومهاب الجانب إضافة إلى دعوته الأوروبيين في تركيا ضم أنقرة إلى اتحادهم واصفا تركيا بالجسر الحيوي الذي يصل الإسلام بالمسيحية. وأشار كارستن إلى أن هذه الدعوات لم تلق أذنا صاغية من الأوروبيين وخاصة من برلين وباريس فأوباما جاء إلى أوروبا وحيدا وعاد إلى بلاده وحيدا دون الحصول على تأكيد من أوروبا بالاستجابة لدعواته تلك .. كما أن دعواته وبالرغم من الازدحام الكبير الذي شهدته العاصمة التشيكية براغ للاستماع إلى خطابه بخلو العالم من الأسلحة النووية لم تؤخذ بجدية فسياسة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أفقدت الثقة تماما بواشنطن التي تجد نفسها في فخ عميق نصبتها المعارضة العراقية للإدارة الأمريكية التي قامت بتشجيعها على احتلال العراق .. فمن يعتقد بأن القوات الأمريكية استطاعت تحقيق انتصارات على القاعدة والمقاومة العراقية الأخرى فهو يرتكب خطأ فادحا فالعنف لا يزال سائدا كما أن الاتفاقية الأمنية التي تمت بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية السابقة وإعلان الأمريكيين سحب حوالي 90 ألف جندي من أصل 140 ألفا حتى حلول عام 2011م لا يعني بأنه سيتم حتى ذلك الوقت ضمان للاستقرار السياسي والديموقراطية في ذلك البلد.