أعرب عدد من المتخصصين في مجال رعاية المرضى النفسيين عن تقديرهم لقرار مجلس الوزراء بإنشاء لجنة وطنية لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم، مثمنين هذه الخطوة الرائدة من قبل حكومتنا الرشيدة، مؤكدين أنها سوف تسهم في تحسين أوضاعهم. وأكد عدد من الأخصائيين في علم النفس أن الجهل وانعدام المعرفة الكافية بكيفية التعامل والعناية مع أولئك المرضى يزيد من معاناتهم والتي تحسب على من حولهم، منوهين بأن إنشاء مؤسسات المجتمع المدني وتعزيز دورها وربطها بالجهات الحكومية هو أفضل الحلول لحل المشاكل الاجتماعية المتعددة ومنها المتعلقة بالاضطرابات النفسية كالاكتئاب والفصام وغيرها. ووصفت الأستاذة منال مهنا السبيعي المحاضرة بقسم علم النفس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هذة الخطوة بالمبادرة الطيبة من قبل الحكومة،وقالت: إن إنشاء مثل هذه اللجنة سوف يسهم بإذن الله في تحسين أوضاع المرضى النفسيين، وسيخفف من العبء على أسرهم وعائلاتهم، مشيرة إلى أنه سيستفيد من هذه اللجنة شريحة من المرضى بعد تلقيهم العلاج والرعاية المناسبة والمتابعة المستمرة لهم والعناية بهم وأنهم سيكونون عنصرا فعالا في المجتمع لا عالة عليه. من جانبه، ثمن الدكتور عبدالعزيز الدخيل من جامعة الملك سعود ورئيس الجمعية السعودية للدارسات الاجتماعية هذه الخطوة، ووصفها بالجيدة ، معتبرا أنها نقلة نوعية، مبينا أنه سبق وأن تمت المطالبة بها كثيرا. وأضاف: " هذه اللجنة – إذا ما تم اختيار أعضائها بعناية- سوف تساهم في التخفيف من معاناة المرضى النفسيين، وأسرهم والمجتمع بصفة عامة". وأوضح أن اللجنة الوطنية سترسم استراتيجيات وسياسات الرعاية النفسية وآليات تنفيذها، الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين الخدمات الحالية، واقتراح البرامج الناقصة وهي كثيرة. وأكد على أن المرضى النفسيين وذويهم يعانون من قلة الدور الإيوائية التي يمكن أن تقدم لهم خدمات متطورة والتي بوجودها تخفف العبء بشكل كبير على المصحات النفسية بحيث تتفرغ للعلاج بدلا من تقديم الرعاية التمريضية لمن استقرت أحوالهم. وبين أن اللجنة ستعمل من خلال البحوث والدراسات على رصد الأمراض والاضطرابات النفسية في المجتمع، ومدى انتشارها حسب النوع، والتعرف على العوامل المسببة لها، وكذلك من خلال الدراسات الاستشرافية والتي ستسهم هذه الدراسة في وضع الاستراتيجيات الوقائية من الإصابة بالاضطرابات النفسية. ودعا د.الدخيل إلى الاهتمام والتركيز على فئة المدمنين، ووضع الاستراتيجيات العلاجية الممتدة، واقتراح البرامج اللاحقة، مثل برامج الرعاية اللاحقة، وبرامج العلاج التكميلية، وبيوت منتصف الطريق. من جهته، أكد د.محمد الحمومي أستاذ بقسم علم النفس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن إنشاء هذه اللجنة سوف يساعد على عملية تشخيص المرض النفسي الذي يعاني منه بعض الأفراد, كما أنه سيخفف من العبء والتوتر الذي تعاني منه أسرة المريض. وأوضح أن الأمراض النفسية التي يعاني منها المرضى في المجتمع السعودي تتطلب تكوين مختصين نفسانيين ذوي كفاءة وعمق معرفي بالثقافة والتحولات الاجتماعية، والاقتصادية التي يمر بها المجتمع في هذه الفترة الزمنية، مضيفا: "اعتبر هذه المبادرة في حد ذاتها خطوة إيجابية لأن الاعتراف بها جزء من الحل" . إلى ذلك، أشاد الدكتور سعود بن عايد الشمري عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بهذه الخطوة ، معتبرا أنها من الخطوات المميزة التي حذتها وزارة الصحة تجاه شريحة من المجتمع ممن يعاني من بعض المشاكل النفسية جراء ضغوط الحياة الحديثة التي قد لا يتحملها كثير من الأشخاص مما يؤدي إلى ظهور بعض الأمراض النفسية جراء ذلك. وأكد أن إنشاء اللجنة الوطنية لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم تعتبر خطوه هامة وموفقة بإذن الله للرقي بالمجتمع السعودي من الجانب النفسي ، مضيفا " المؤمل من هذه الجمعية هو عمل مسح شامل لأنواع الأمراض النفسية وذلك عن طريق تلك المراكز التي تهتم بهذا الجانب والاستفادة من البحوث والمقاييس النفسية سواء في الجامعات السعودية أو العربية أو الأجنبية لكي يعملوا على الحد من انتشار هذه المشاكل النفسية فهي كالمرض العضوي فلو تم علاجه بالوقت المناسب استطعنا السيطرة عليه ولو أهملناه صعب علينا علاجه والسيطرة عليه".