تتعدد شروط الأسر السعودية أثناء التقديم لاستقدام العمالة المنزلية، فما بين الشروط المتاحة لدى كل مكتب وبين الشروط «التعجيزية» لكل أسرة، يبقى اتفاق السيدات ألا تكون الخادمة جميلة، خوفاً على أزواجهن، أو أولادهن المراهقين من الفتنة!!. «الرياض» تستطلع في هذا التحقيق آراء العديد من السيدات حول شروطهن في استقدام الخادمة المنزلية. في البداية التقينا وفاء الشهري، وقالت: عندما قررت استقدام خادمة للمرة الثانية كان شرطي الوحيد ألا تأكل كثيراً، لأنني عانيت من خادمتي السابقة، حيث لم يكن لديها عمل إلا الأكل فقط حتى أن ميزانية المطبخ تأثرت كثيراً بعد قدومها، لهذا اشترط أن تكون الخادمة غير "أكيلة"، مشيرة إلى أن من أهم الشروط الرئيسة هي أن تكون مقبولة الشكل، بمعنى ليست جميلة ولا قبيحة، ولذا استعجب من بعض النساء اللائي يشترطن أن تكون الخادمة جميلة دون الاهتمام بأن تكون العاملة جيدة في أعمال المنزل ورعاية الأطفال وأن تكون بصحة جيدة. وترى ليان أن الشكل ليس شرطاً أساسياً في العاملة المنزلية، لكن المهم أن تجيد التعامل مع الأطفال، وقالت: إذا كانت الخادمة جميلة فهذا يثير الريبة والغيرة بين الأزواج، كما حدث مع إحدى صديقاتي التي طلبت من زوجها ترحيل الخادمة فور وصولها لأنها جميلة، وعندما طلبت من المكتب الذي استقدمها استبدالها أو تعويضهم رفضوا ذلك إذ كان هذا من الشروط التي طلبها الزوج، أما السيدات اللواتي يطلبن خادمة قبيحة فقد وجدن معاناة كبيرة في تقبل الأبناء لها. وتضيف أمل بدوي، قائلة: هناك من ليس لهم ضرورة أو حاجة لاستقدام الخدم ولكن تفاجأت من إحدى السيدات عندما طلبت خادمة جميلة جداً ولكن وجه الغرابة هنا أنها طلبتها جميلة لأنها تريد أن تباهي بها صديقاتها وحتى تكتمل المباهاة يشترطن أن تكون الخادمة متعلمة ومثقفة . وتذكر منى العطوي تجربتها قائلة: إنها لا تستغني عن وجود الخادمة في المنزل بحكم عملي الذي طالما حلمت به، لهذا كان شرطي الوحيد في خادمتي أن تكون من مدينة معينة في بلد الاستقدام، وذلك لأن خادمتي السابقة كانت تنتمي لها وقد حدثتني عن هذه المدينة التي يتوفر فيها مدارس ومعاهد ومساجد إسلامية وكان هذا الطلب يثير استعجاب موظفي مكاتب الاستقدام حيث رفض أكثر من مكتب قبوله لكن في النهاية وجدت من يستقدمها لي وكما توقعت فهي حسنة العشرة كسابقتها .. وتبالغ بعض السيدات في شروطهن الغريبة كما تقول أم باسل، حيث اشترطت أحدهن أن تجيد الخادمة اللغة الانجليزية وأن يكون سبق لها العمل في دول الخليج لضمان معرفتها بالعادات الموجودة لدينا ولتكون ذات خبرة في معاملة الأطفال. وترى شيخه القحطاني أن البعض يري في الخادمة فرص استثمارية مربحة فتطلب الممرضة والخياطة الخبيرة في التجميل، وذلك لكي تستغلها مادياً لشخصها أو لغيرها، والأغرب من ذلك أن أغلبية من أعرفهم اشترطن أن تكون الخادمة قليلة الإجازات والاتصالات. وتحرص سميه العسيري على أن تكون لدى العاملة المنزلية رخصة للقيادة من باب الحاجة لها في الظروف الطارئة ومن المهم أن ترسل صورها الشخصية قبل الموافقة عليها وأن تكون من أهل الكتاب وبحاجة للعمل لتكون أكثر إخلاصاً وأمانة وأقل من ناحية المشاكل. وتذكر خديجة العنزي بأن أحد الشروط التي ترغبها أن ترتدي الخادمة نظارة كونها اكتشفت مؤخراً بأن زوجها يكره المرأة التي تلبس النظارة. في حين ترغب سعاد في استقدام خادمة تكون سمينة وقصيرة لتمر من زوجها الذي يطيل النظر في النساء سواء كان ذلك في الأسواق أو في التلفاز ولا يفوته في كل مرة أن يمتدح المرأة الرشيقة والطويلة كما أن تكون لديها خبرة في التعامل مع مرضى السكري لترعى طفلي أثناء غيابي. وتصر أم محمد على شرط أن تكون الخادمة كبيرة جداً في العمر وأن تكون قبيحة الشكل، معللة ذلك بأن جميع أبنائها الستة في سن الشباب، حيث يبلغ أكبرهم سبعة وعشرين عاماً وأصغرهم خمسة عشر عاماً، وبالرغم من ثقتي بهم إلا أنني أخشى عليهم الفتنة من خادمة جميلة وصغيرة فكان هذا الشرط من باب الحماية والوقاية. شروط الخادمات من جانب سألنا بعض الخادمات عن بعض شروطهن قبل قدومهن للعمل فأجبن بأنهن يرغبن العمل في بيت صغير، ولا يوجد به عدد كبير من الأطفال، وأن يكون هناك يوم إجازة، وساعات عمل محدودة، والأغرب اشتراطهن مؤخراً بدل عمل خارج المنزل، إذ أن بعض السيدات تأمر خادمتها بالعمل عند أهلها أو أهل الزوج أو صديقاتها. مكاتب الاستقدام من جانبها أكدت حنان الأحمري موظفة في أحد مكاتب الاستقدام أن أغلب الشروط التي تواجهنا من قبل الكفلاء تدعو للغرابة من طريقة تفكيرهن وحاجتهن للخادمة،حيث يقدمن لنا بعض الشروط المتناقضة والتعجيزية التي لا جدوى من وجودها، فالخادمة تقوم بدور واضح وهو الأعمال المنزلية إلا أنهن يرغبن في استقدام آلة تعمل طوال النهار والليل دون مرعاه لطاقتها المحدودة أو نفسيتها وصحتها. وقالت:لماذا تخاف الزوجات من الخادمة الجميلة؟، فإذا كانت تثق بنفسها أو بزوجها كما صادفتني إحدى السيدات عندما قدمت إلى المكتب ومعها ورقة يوجد بها أكثر من خمسة عشر شرطاً لا يخلو أحدها من الغرابة والتناقض إذ كان أحد شروطها أن تكون الخادمة مربية جيدة للأطفال وفي ذات الوقت ألا تكون متزوجة كما تشترط أن لم يسبق لها العمل وأن تجيد الطبخ السعودي وأن تكون لديها خبرة في رعاية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وخبرة في التجميل والخياطة كل هذا مقابل شرطها بأن تكون الخادمة صغيرة السن، فمن أين لنا بتوفير عماله منزلية بهذه الشروط؟! . ويضيف خالد الدريس مدير مكتب استقدام، قائلاً: نسعى لتوفير 70% من شروط الأسر، حيث نلتزم بتوفير الشروط الأساسية من ناحية الجنسية والديانة والخبرة والحالة الاجتماعية والشكل المقبول. أما أغرب الشروط التي واجهتني هو اشتراط أحدهم بأن تكون العاملة حافظة لكتاب الله، وأن تكون خريجة المعاهد الإسلامية هناك، كما يشترطوا بعض الصفات الشخصية التي لا يمكن أن نتأكد من وجودها مثل أن تكون طيبة القلب أو حنونة أو سريعة الحركة، لهذا نطلب التنازل عن هذه الشروط لأنه لا يوجد أحد يعلم ما في نفس الآخر من خير أو شر .. وكثيراً ما عادت بعض الخادمات إلى المطار في اليوم نفسه الذي قدمت به، وذلك بسبب جمالها الذي يشترطه الكفيل وترفضه الزوجة.