يُدهشني هذا المساء مثل السراب يؤرقني يُبعثرني في وحدتى وصمتي، يشعرني أني لست مني، أو أني بعض ظلي يجعلني أفتش عن امرأة ليست ككل النساء تضيء دروب المساء تحمل وجهاً له بريق مثل السراب. وفي مساء آخر كنتُ فيه مع بعضي، وبقايا من أمسي وظلي، رأيتُها في رؤى الشوقِ تمر قربي وعلى كفٍ من أمل مفجوع أمد لها أشرعتي، فتدنو ولاتدري معذورة في جفن عينيها تلمع بيضاء أحزاني وتسألني: «ما لي أرى في عينيك شيء من سراب وأشياء؟» أجيبها وبريق من عينيها يتساقط في يدي: «مثل البدر أنتِ في ليلة ظلماء». وتغيب في نهر جرى من صمتي وظلي. أصيح: يا فتاتي لاترحلي وأسألها: لمن أهدي بعدك أمسي؟ وأرحل في أطياف من أزمنتي من خيالاتي وبعضي. يدهشني المساء يعود ليؤرقني في وحدتي وفي خطوي. بارس مقهي: لو سيفغيه راسبيريل شارع رينيه 20 يناير 2009م [email protected]